صوت البرلمانيون الفرنسيون بأغلبية على مذكرة سحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه التي طرحها تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" لأحزاب اليسار وصوت عليها نواب حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، رداً على تفعيل رئيس الوزراء اليميني المحافظ للمادة 49.3 من الدستور (تسمح بتمرير مشروع قانون دون إخضاعه لتصويت البرلمانيين) بشأن ميزانية الضمان الاجتماعي، ورفضاً لموازنة عام 2025.
وأتى التصويت على سحب الثقة بعد أن تناوب رؤساء المجموعات السياسية المختلفة على التحدث من على منبر الجمعية الوطنية، وكذلك بعد خطاب ميشيل بارنييه، الذي تم تعيينه من قبل الرئيس الفرنسي قبل ثلاثة أشهر فقط، بعد انتخابات تشريعية مبكرة أسفرت عن برلمان منقسم، وخسر فيها معسكر إيمانويل ماكرون أغلبيته.
وبحجب الثقة عنها، باتت حكومة ميشيل بارنييه ثاني حكومة فرنسية يتم إسقاطها من خلال تصويت بحجب الثقة في عهد الجمهورية الخامسة الفرنسية، بعد حجب الثقة عن الحكومة في عام 1962.
ويأتي هذا التطور في وقت حرج بالنسبة لفرنسا، التي تكافح من أجل السيطرة على عجز ضخم في الموازنة. كما أنه سيلقي بثقله على الاتحاد الأوروبي، الذي يعاني أيضاً من الأزمة الحكومية في ألمانيا، التي تتجه إلى إجراء انتخابات بعد انهيار ائتلافها الحكومي الحاكم. وكل ذلك قبل أيام من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وذكرت وسائل إعلامية فرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون يرغب في التحرك سريعا لاختيار خليفة ميشيل بارنييه من خلال تعيين رئيس جديد للوزراء في الساعات المقبلة.
وأضافت المصادر أن ماكرون تشاور على نطاق واسع مع المقربين منه، بينما كان يزور السعودية، وذلك بحثاً عن رئيس وزراء جديد.
ونقل تلفزيون "BFM TV" عنن مقرب من الرئيس الفرنسي قوله إن "الرئيس لا يريد أن يظهر بدون حكومة أمام الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب"، الذي سيزور باريس نهاية هذا الأسبوع لحضور حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام دو باري بعد الحريق الذي طالها عام 2019.
وأضاف المقرب من ماكرون: "أمامنا 26 يوما لوضع الميزانية. لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يضيع الوقت. هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها أنه يريد التحرك بسرعة".
ويتم تداول مجموعة من الأسماء المحتملة لخلافة ميشيل بارتيه على رأس الحكومة، في مقدمتها وزير الجيوش الحالي، سيباستيان ليكورنو، البالغ من العمر 37 عاماً، والذي يعد من بين المقربين جداً لماكرون. كما يتم تداول اسم السياسي المخضرم فرانسو بايرو، زعيم حزب "الاتحاد من أجل الديمقراطية" المنتمي إلى وسط اليمين، أبرز حلفاء الرئيس الفرنسي.