ارتفع عدد المناطق التي سيطرت عليها فصائل سورية مسلّحة، اليوم الثلاثاء، في محافظة حماة من 12 إلى 16 منطقة، تشمل أكثر من 20 بلدة وقرية في ريف حماة الشمالي والغربي.
يأتي ذلك في إطار الهجوم المباغت الذي شنّته "هيئة تحرير الشام"، مع فصائل متحالفة معها، قبل أيام، ضد قوات نظام بشار الأسد.
وقالت الفصائل السورية المسلحة، اليوم: "قواتنا تتقدم على محاور في تخوم مدينة حماة وسط انهيارات كبيرة في صفوف قوات النظام".
وذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن "هيئة تحرير الشام تمكنت من السيطرة على قرى وبلدات في ريف حماة الشمالي"، بعد اشتباكات وصفها بأنها "الأعنف منذ بدء عملية ردع العدوان".
كما أشار إلى "مقتل عنصر من "مجلس دير الزور العسكري خلال الاشتباكات مع قوات النظام، واستشهاد طفلة وإصابة 3 مدنيين بقصف مدفعي".
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء التابعة للنظام ("سانا") عن مصدر عسكريّ، قوله: "عشرات القتلى والجرحى من الإرهابيين، إثر ضربات جوية سورية روسية على ريفي حماة وإدلب"،
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر عسكرية من غرفة عمليات ما أُطلق عليه "ردع العدوان"، أن "مقاتلي إدارة العمليات العسكرية تمكنوا من السيطرة على أكثر من 20 بلدة وقرية في ريف حماة الشمالي والغربي، من بينها بلدات قلعة المضيق وطيبة الإمام وصوران وغيرها، كما أكدت أنها تتقدم باتجاه مدينة حماة من محورين، المحور الغربي، والمحور الشمالي".
وسيطرت فصائل المعارضة، أمس الإثنين، على مناطق جلمة وبريديج وجبين وتل ملح وكركات والمغير والمبطين والزكاة، وأم توينة، وباب الطاقة والحويز والشريعة، في سهل الغاب بريف المحافظة.
ولاحقا، بسطت الفصائل نفسها سيطرتها على مناطق صوران، والفان الوسطاني، والمضبعة، وأبو سيف الواقعة شمال حماة.
كما استهدفت قوات تجمعا لجماعات مدعومة من إيران، قرب مدينة حماة.
وفي سياق متصل، واصلت هجماتها بطائرات مسيرة انتحارية على مواقع للنظام السوري في حماة المدينة وأطرافها.
وكانت الفصائل قد سيطرت السبت، على مناطق شمال محافظة حماة وهي طيبة الإمام، وكفر زيتة، وكفرنبودة، وحلفايا، واللطامنة، وصوران، وقلعة المضيق، وكرناز، ومعردس، والحماميات وترملة.
وسيطرت أيضا على منطقة مورك الإستراتيجية على الطريق الدولي "M5" الواصل بين حلب والعاصمة دمشق.
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تخوض فصائل معارضة مسلحة في سورية، اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق.
ودخلت قوات المعارضة حلب عصر الجمعة، وسيطرت على معظم أحياء المدينة ومواقع مهمة أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وسيطرت على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت الأمم المتّحدة، الإثنين، أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع في شمال غرب سورية، أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنّه "حتى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، نزح أكثر من 48,500 شخص".
وأشار إلى أنّ "وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يوميا من أرقام جديدة".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تصاعد العنف في شمال غرب سورية، ودعا إلى وقف القتال فورا، والعودة للمسار السياسي.
جاء ذلك في تصريح أدلى به المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الإثنين، تناول فيه، تعليق غوتيريش على التطورات الأخيرة في سورية.
ونقل دوجاريك عن غوتيريش تذكيره للأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ودعوته العاجلة إلى العودة للعملية السياسية وفقاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن.
وأشار دوجاريك إلى أن الهجمات التي شنتها "هيئة تحرير الشام" الخاضعة لعقوبات من قبل مجلس الأمن، وبعض الجماعات المسلحة، أدت إلى تغييرات في الحدود القائمة منذ عام 2020.
كما أشار إلى ورود تقارير تفيد بسقوط ضحايا مدنيين ونزوحهم، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية. ودعا الأطراف إلى وقف العنف فورا والبقاء على اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.