واصلت فصائل المعارضة التقدم في ريف حلب الغربي في إطار عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها منذ يومين، بينما أعلنت عن فتح محور عمليات جديد شرقي محافظة إدلب في شمال سوريا، مع استمرار المقاتلات الحربية السورية والروسية بشن هجمات جوية استهدفت أسواقاً شعبية وتجمعات سكنية في مدن دارة عزة والأتارب بريف حلب الغربي، كما استهدفت المدفعية الثقيلة مناطق في ريف إدلب شمال غربي سوريا.
وتمكنت المعارضة من انتزاع السيطرة على أكثر من 25 بلدة غربي مدينة حلب. كما قطعت الفصائل المهاجمة، الخميس، طريق دمشق-حلب الدولي أم 5 عند بلدة الزربة في ريف حلب، كما بسطت سيطرتها على عقدة الطريقين الدوليين أم4 وأم5 عند مدينة سراقب.
وأسفرت الهجمات الجوية للنظام عن مقتل 20 مدنياً على الأقل، وإصابة أكثر من 35 آخرين بينهم أطفال، الخميس، في قصف مكثف على بلدات ومدن في أرياف إدلب وحلب. وقال الدفاع المدني السوري إن مجزرة مروعة راح ضحيتها 15 قتيلاً بينهم 4 أطفال و5 جرحى، جراء غارات جوية شنتها طائرات الحلف الروسي السوري على مدينة الأتارب غربي حلب.
كما قتل 4 مدنيين وأصيب 21 بينهم 7 أطفال بجروح منها بليغة، في غارات جوية شنتها المقاتلات الحربية الروسية والسورية، مستهدفة أحياء مدينة دارة عزة غربي حلب، والسوق الشعبي فيها، كما استهدفت الأحياء السكنية بالقرب من الجامع الكبير في المدينة.
كما استهدفت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام بغارات جوية الأحياء السكنية ومنطقة السوق الشعبي في مدينة سرمين شرقي إدلب. وتداول ناشطون صوراً تظهر آثار الدمار والأضرار في سوق مدينة دارة عزة الشعبي غربي حلب، بعد قصف جوي لطائرات الحلف السوري الروسي استهدف المدينة.
وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي شن، أمس الخميس، 21 غارة جوية استهدفت مناطق مختلفة في ريفي حلب وإدلب، مؤكداً مقتل 13 من المدنيين بينهم 4 أطفال جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي الروسي على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، كما ارتفع عدد القتلى المدنيين في مدينة دارة عزة إلى 4 بينهم سيدة، بالإضافة لإصابة 21 بجراح متفاوتة.
وبحسب المرصد، فإن حصيلة القتلى العسكريين ارتفعت خلال الاشتباكات المستمرة منذ فجر الأربعاء بين قوات النظام من طرف وهيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة من طرف آخر، ضمن عملية “ردع العدوان” إلى أكثر من 180 بينهم 100 من هيئة تحرير الشام، و19 من فصائل “الجيش الوطني”، و61 عنصراً من قوات النظام بينهم ما لا يقل عن 4 ضباط برتب مختلفة.
وقال مصدر عسكري مسؤول في ريف حلب، لصحيفة القدس العربي ، إن فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام بسطت سيطرتها على مساحة تقدر بنحو 400 كيلومتر، وهم حالياً في أقرب نقطة إلى مدينة حلب بعدما انتزعوا السيطرة مساء الخميس، على بلدة خان العسل والتي تبعد 3 كم عن المدينة.
وتمكنت فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، الخميس، بعد فتح محور جديد شرق إدلب، من إحكام سيطرتها على قرية شابور قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي والدخول لأحد أحياء المدينة من الجهة الغربية، وسيطرت أيضاً على قريتي داديخ وكفربطيخ بريف إدلب الشرقي، قرب مدينة سراقب التي تعتبر عقدة تقاطع الطريقين الدوليين “أم 4″ وأم 5”. وخلال هذه المعارك، أسرت الفصائل المهاجمة 8 عناصر من قوات النظام في قرية عاجل ومحيط الجمعيات القريبة منها، وعنصرين آخرين بريف حلب الغربي.
وكانت فصائل “الفتح المبين” التي تضم هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة، قد سيطرت، الأربعاء، على الفوج 46 أحد أكبر مواقع قوات النظام في ريف حلب الغربي، كما أحكمت سيطرتها على كل من بلدات قبتان الجبل، الشيخ عقيل، بالا، القاسمية، بالا، حيردركل، حور، عنجارة، تل الضبعة، معمل الزعتري، جمعية السعدية، السلوم، كربسين، أورام الصغرى، وغيرها بعد هجوم واسع ضمن معركة أطلق عليها اسم “ردع العدوان”.
ووفقاً لموقع “ميد إيست آي” البريطاني، عن مصادر أمنية تركية، فإن فصائل المعارضة السورية تهدف من خلال المعركة التي شنتها على مواقع النظام السوري في ريفي حلب وإدلب، إلى وقف هجمات النظام السوري التي تستهدف السكان، واستعادة حدود منطقة “خفض التصعيد”، المتفق عليها عام 2019 بين الضامنين الدوليين روسيا وتركيا وإيران.
وفي المقابل، قالت وسائل إعلامية رسمية وشبه رسمية إن الجيش السوري خاض طوال نهار أمس اشتباكات عنيفة في جبهات قتال الفوج 46 جنوب غرب حلب وصولاً إلى جبهة بسرطون وحتى قبتان الجبل والشيخ عقيل شمال غرب حلب، وتمكن من إيقاع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة في صفوف هيئة تحرير الشامو.
نقلت صحيفة “الوطن” عن مصادر ميدانية بريف حلب الغربي، أن وحدات الجيش “وبالتزامن مع تصديها لهجوم الإرهابيين منذ فجر أمس، استهدفت خطوط إمدادهم الخلفية بالمدفعية الثقيلة وبسلاح الصواريخ الموجهة، واستطاعت تدمير تحصينات ومواقع لهم مع آلياتهم” على طول جبهات القتال
في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة، مشيرة إلى أن سلاح الجو في الجيش السوري والطيران الحربي الروسي نفذ غارات مكثفة طالت مواقع ونقاط تمركز الفصائل المهاجمة، عند محاور الهجوم وفي محيط الأتارب وقرب بلدة الواسطة غرب حلب، ودمر أهدافاً لهم عند دارة عزة وغرب قبتان الجبل، في وقت شلت راجمات الصواريخ حركتهم في قطاعات الجبهات على طول محاور القتال.
وأكدت أن المدفعية استهدف تجمعات “النصرة” بالقرب من بلدات آفس وسرمين وسان والنيرب ومعربليت بريف إدلب الشرقي، وفي محيط بلدات البارة وفليفل والفطيرة ودير سنبل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وقرب بلدات العنكاوي والقرقور ومشيك وخربة الناقوس بسهل الغاب غرب حماة، وحققت إصابات مؤكدة.