باحثٌ في خدمة الاستيطان والتهويد.. من هو زئيف أرليخ الذي قُتل في جنوب لبنان؟

لقي المستوطن زئيف أرليخ مصرعه في جنوب لبنان، يوم الأربعاء، بعدما دخل ضمن جيش الاحتلال دون إذن رسمي، وتعرض لهجوم أسفر أيضًا عن مقتل جندي وإصابة آخر في لواء "غولاني".

القتيل زئيف أرليخ هو مستوطنٌ في مستوطنة "عوفرا" المقامة شرق رام الله، وقد واظب على اقتحام مناطق أثرية في الضفة الغربية، والزعم أنها تخص التاريخ اليهودي

ووصف مقتل زئيف أرليخ بأنه "حدث خطير"، حيث دخل إلى جنوب لبنان برفقة الجيش دون إذن رسمي، وقد كان دخوله بمساعدة من صديقه الذي يقود كتيبة في لواء "غولاني"، قبل أن يلقى حتفه بانهيار مبنى بعد تعرضه لقذيفة من مقاتلي حزب الله.

من هو زئيف أرليخ؟

وأكدت وسائل إعلام ومنصات إسرائيلية، أن القتيل زئيف أرليخ هو مستوطنٌ في مستوطنة "عوفرا" المقامة شرق رام الله، وقالت إنه يُصنَّف كـ"باحث في أرض إسرائيل"، ومن مؤسسي مدرسة مستوطنة "عوفرا"، التي تنظم جولات استيطانية في جبال الضفة الغربية.

وتلقى زئيف أرليخ تعليمه في مؤسسات الصهيونية الدينية المتطرفة، وفي مدرسة "حائط المبكى" في القدس المحتلة، وتخرج بدرسة البكالوريوس في الجامعة العبرية بالقدس، متخصصًا في "التلمود"، و"تاريخ شعب إسرائيل".

وخدم زئيف أرليخ كضابط مشاة، وضابط استخبارات، خلال الانتفاضة الأولى، وهو يحمل رتبة رائد في قوات الاحتياط.

ووصف زئيف أرليخ بأنه "مستكشف وباحث في أرض إسرائيل"، وتُنسب له عشرات الدراسات حول الآثار في الضفة الغربية، التي يزعم أنها على صلة بالتاريخ اليهودي، وقد واظب على اقتحام مناطق أثرية في الضفة الغربية، والزعم أنها تخص التاريخ اليهودي، في سياق دعمه القوي للاستيطان في الضفة الغربية.

وكتب زئيف أرليخ قسمًا منتظمًا عن "أرض إسرائيل" في ملحق السبت لصحيفة "ميكور ريشون"، كما شغل منصب مدرس في موضوع "يهود والسامرة" -الاسم العبري للضفة الغربية- في معهد لاندر، وإلى جانب ذلك فهو محاضر في كلية يعقوب للتراث.

وشارك زئيف أرليخ في اقتحام المواقع القديمة في القرى بالضفة الغربية، وتوثيقها باعتبارها مواقع عبرية ويهودية، وعاش حتى مقتله في مستوطنة "عوفرا". وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن أرليخ قُتل أثناء وجوده في مقام إسلامي، يزعم أنه "مقام النبي شمعون"، حيث تعرض الموقع لقصف من مقاتلي حزب الله، فانهار عليه، ولقي مصرعه، ومعه جنديٌ، وأصيب ضابط آخر بجروح في العملية.

ورغم أن زئيف أرليخ لم يدخل جنوب لبنان بإذن رسمي، ولم يكن جنديًا في الخدمة، إلا أن الاحتلال قرر الاعتراف به رسميًا كجندي قُتل ضمن الجيش. إثر ذلك، ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال -المعلن عنه رسميًا- منذ السابع من أكتوبر إلى 803 قتلى، وهو أعلى عدد من القتلى للجيش منذ 50 عامًا.