خبراء وعسكريون إسرائيليون يشككون في جدوى الهجوم البري على جباليا

شكك مراسلون وخبراء عسكريون في جدوى استمرار الهجوم الإسرائيلي البريّ الذي يستهدف شمال قطاع غزة، وبخاصة منطقة جباليا، وذلك في ظلّ سقوط العديد من القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تجاوز عدد الجنود القتلى الذين أُعْلِن عنهم 25 جنديًا. 

وقدم ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية، تفاصيل دقيقة حول الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الهجوم على جباليا وبيت لاهيا، مشيرًا إلى وقوع هجوم في جباليا حيث نصبت وحدة مكافحة "الإرهاب" كمينًا لقناصة حماس، وتمكّن أحد القناصة من قتل الرائد إيتمار فريدمان. كما أشار إلى هجوم آخر في بيت لاهيا عندما اُسْتُهْدِفَت قوة من لواء كفير في طابق المبنى الذي دخلوه، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود. 

عبر يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، عن شكوكه في جدوى استمرار العمليات العسكرية في جباليا، معتبرًا أن الخسائر البشرية والمادية أصبحت تفوق الإنجازات المتحققة

في السياق ذاته، أكد نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 الإسرائيلية، أن القتال في غزة يتسبب في خسائر كبيرة، وأن استمرار العمليات قد يؤدي إلى إطالة أمد الحرب دون تحقيق أي إنجاز واضح. وأوضح أن القتال العنيف مستمر في منطقة جباليا، وأسفر عن مقتل خمسة جنود، بينهم ضابط احتياط قُتل برصاص قناص.

 كما أشار إلى أن المعارك توسعت لتشمل مناطق أخرى مثل بيت لاهيا وبيت حانون، وأن العمليات قد تستمر لعدة أسابيع، مشيرًا إلى أن الثمن الذي يُدْفَع مقابل الإنجاز العسكري أصبح أكبر من المكاسب المتحققة.

من جهته، قال إيتان بن إلياهو، قائد سلاح الجو الإسرائيلي سابقًا، إن الوضع في غزة يظلّ بلا نهاية واضحة، مشيرًا إلى أنّ هناك احتمالًا لوجود مليوني شخص في غزة قد يتحولون إلى "إرهابيين"، على حد تعبيره. وتساءل عن مدى جدوى استمرار الاحتلال هناك، وما إذا كان يمكّن لإسرائيل أن تستقر هناك أو تحكّم بشكل دائم، محذّرًا من تبعات دخول مليونين وربع مليون شخص إلى أراضي إسرائيل. 

فيما شدد آفنر فيلان، مسؤول كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، على أهمية تحديد أهداف واضحة للعمليات العسكرية في غزة، وأكد على ضرورة تحديد وسيلة سياسية لإنهاء الحرب، معربًا عن مخاوفه من انتهاء الحرب دون تحقيق أي إنجازات ملموسة، خاصة في ما يتعلق بتحرير الأسرى الإسرائيليين.

وأكد إيلان سيغف، مسؤول كبير في جهاز المخابرات الشاباك سابقًا، في لقاء مع القناة الـ12 الإسرائيلية، أنّ المهمة العسكرية في غزة قد انتهت، مطالبًا بالانسحاب من القطاع والتركيز على استراتيجيات استخباراتية بدلًا من العمليات البريّة المستمرة. وأضاف أنه يجب قبول شروط حماس شكليًا للحصول على بعض الأسرى الإسرائيليين، ثم الانتقال إلى المرحلة الاستخبارية للبحث عنهم في غزة باستخدام المعلومات الاستخباراتية.

من جانب آخر، طالب أمنون أبراموفيتش، محلل الشؤون السياسية في القناة الـ12 الإسرائيلية، بتحديد أهداف واضحة للحرب، موضحًا أن تكاليفها البشرية والمالية أصبحت مرهقة للغاية. وأشار إلى أنّ الحرب تكلف إسرائيل مليار شيكل يوميًا، وأنه قد حان الوقت لتحديد هدف عام للحرب وإنهائها بعودة الأسرى. وأشار إلى أن 787 جنديًا قتلوا منذ بداية الحرب، متسائلًا عن إمكانية تقليل عدد القتلى.

فيما دعا اللواء احتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، إلى إنهاء الحرب من خلال صفقة تبادل أسرى فورية، محذرًا من التوقعات غير الواقعية بشأن تحقيق انتصار مطلق. وأوضح أن الطريقة الصحيحة لإنهاء الحرب هي إعلان إسرائيل استعدادها لسحب جميع قوات الجيش من غزة مقابل صفقة فورية للأسرى.

وأخيرًا، عبر يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، عن شكوكه في جدوى استمرار العمليات العسكرية في جباليا، معتبرًا أن الخسائر البشرية والمادية أصبحت تفوق الإنجازات المتحققة. وأشار إلى أن عملية جباليا هي الرابعة في المنطقة، وأن عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ 25 جنديًا، متسائلًا عن جدوى استمرار العمليات في المنطقة.