طالب رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) في السودان، عبد الله حمدوك، بإنشاء مناطق آمنة وتفويض ونشر قوات دولية لحماية المدنيين من "انتهاكات الحرب التي تعصف بالبلاد".
وأكد حمدوك على ضرورة "فرض حظر طيران على السودان من أجل حماية المدنيين العُزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيرات".
ودعا حمدوك، في البيان، إلى إطلاق عملية إنسانية موسعة عبر جميع دول الجوار وعبر خطوط المواجهة دون أي عوائق وذرائع، مع "محاسبة من يعيقون وصول المعونات الإنسانية"، وفق ما نشرته تنسيقية (تقدم).
والجمعة، قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، أحد مراكز إيواء النازحين في مدينة "الكومة" شمال دارفور؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى، وفق شهود عيان.
وأكد الشهود لـ"إرم نيوز" أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني استهدف مدرسة الفاروق في مدينة الكومة، التي تستخدم مركز إيواء مؤقتا للنازحين الفارين من مدينة الفاشر وغيرها من مناطق الصراع في دارفور.
وقال البيان الذي نشرته (تقدم) إن حمدوك شارك خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مؤتمرين رفيعي المستوى ببروكسل، بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.
وأكد البيان على أن حمدوك حذر من انزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة التي شهدتها رواندا، إلى جانب تمزق البلاد إلى كيانات عديدة، وأضاف فيه "قد تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب".
وأردف "قدم حمدوك شرحًا للأوضاع في البلاد، مستعرضًا الآثار التي تُسببها الحرب من "قتل أكثر من 150 ألف مواطن وتشريد أكثر من 12 مليونًا بين نازح ولاجئ، وتدمير قطاعي الصحة والتعليم والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية".
ويأتي تحذير حمدوك، تزامنا مع تكرار المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الاتهامات للسلطات السودانية الخاضعة لأمر الجيش بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بعد وصولها بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة.
في السياق، سلط حمدوك عبر بيانه الضوء على ما يتعرض له المدنيون "من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة".
وأضاف أنه "إذا ما استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن، فسيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط".
وحذر حمدوك من "انهيار الدولة جراء تعدد الجيوش وأمراء الحروب وتحشيد وتجنيد المدنيين وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي، ما يهدد بانزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994".
وأعرب رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة "تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب"، وفق قوله.
وبحسب البيان، فإن حمدوك عقد على هامش الاجتماعات، لقاءات مع قيادات الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وكون دونز، مدير عام إدارة الشراكات، بالإضافة إلى المسؤولين في الإدارة المعنية بإفريقيا بمقر الاتحاد الأوروبي.