يتفق كل من يتابع مسيرة ريال مدريد هذا الموسم على أن النادي الملكي يعاني من حالة انهيار وتمزق على المستويات كافة، سواء على مستوى الأداء أو النتائج.
وعلى الرغم من تمتع "الميرنغي" بكتيبة من النجوم تقدر قيمتها السوقية بالمليارات، إلا أن النتائج التي تحققت مؤخراً كارثية، وكان آخرها هزيمة الفريق أمام ميلان في دوري أبطال أوروبا بثلاثة أهداف مقابل هدف وقبلها بأسبوع خسارته المدوية في الكلاسيكو الإسباني أمام غريمه التاريخي برشلونة برباعية نظيفة.
وعلى الرغم من تحمل المدرب كارلو أنشيلوتي المسؤولية الأساسية عن هذا الانهيار الكبير إلا أن هناك 4 قضايا رئيسية كانت سبباً مباشراً فيما وصل إليه الفريق الملكي نستعرضها كمايلي:
مبابي وأزمة "الاغتصاب"
يمكن القول أن أزمة اتهام الصحافة السويدية لكيليان مبابي بتورطه في اغتصاب فتاة داخل أحد الفنادق العاصمة ستوكهولم أضافت فصلاً جديداً من أزمات اللاعب خلال تواجده مع الملكي وشكلت عنصراً جديداً من شأنه تشتيت اللاعب وإضعاف قدرته على الوصول إلى مستواه المعهود.
وذكرت عدة صحف سويدية أن كيليان مبابي كان محور تحقيق في قضيتي اغتصاب واعتداء، وهو المستوى الأدنى من درجتي الاشتباه في النظام القانوني السويدي، وذلك في أعقاب زيارة قام بها مبابي بصحبة عدد من أصدقائه لأحد فنادق ستوكهولم.
في المقابل ربط مبابي في منشور على منصة "إكس" وجود صلة بين التقرير وجلسة كانت مقررة أمام لجنة الدوري الفرنسي بشأن نزاعه الحاد مع ناديه السابق باريس سان جيرمان حول مبلغ 55 مليون يورو يقول إنها أجور غير مدفوعة.
بيلينغهام وفوضى المراكز
بحسب تقارير صحفية إسبانية فقد تأثر مستوى النجم الإنجليزي جود بيلينغهام بتغيير مركزه مع وصول كيليان مبابي وانضمامه للفريق، حيث اضطر المدرب كارلو أنشيلوتي وضع اللاعب على الجانب الأيمن، ومن ثم فقد تأثيره في منطقة الخصم.
ومنذ وصول مبابي إلى "سانتياغو بيرنابيو" شهد مستوى بيلينغهام تراجعاً ملحوظاً رغم بدايته الرائعة مع النادي بتسجيله الأهداف ومساعدة الفريق على تحقيق الفوز، ولكن تغير الحال هذا الموسم مع قيامه بأدوار دفاعية أكثر.
كان النجم الفرنسي تييري هنري هاجم مبابي بشدة عقب خسارة فريقه أمام الميلان وقال إن بيلينغهام هو من يقوم بما يفترض أن يقوم به مبابي على الركض المستمر وتحفيز الفريق على التحرك للأمام.
وتابع هنري: "عندما يكون بيلينغهام هو من يرهق نفسه بالدفاع والهجوم ويحاول أن يدافع ويسجل ومع ذلك يتم استبداله، فهذا بالتأكيد أمر يدعو للإحباط وكنت سأغضب لو كنت مكانه".
غيرة رودريغو
خلال الأسابيع الماضية ذكرت عدة تقارير صحفية أن البرازيلي رودريغو يشعر بالغيرة والتهميش منذ وصول مبابي إلى ريال مدريد، كما أنه في منشور على "إكس" ألمح إلى رغبته في الحصول على مزيد من التقدير عندما اقترح بشكل ساخر إضافة اسمه إلى التشكيلة الهجومية (مبابي، بيلينغهام، وفينيسيوس)، قبل أن يحذف المنشور بسرعة.
من بين الأمور التي زادت من إحباط رودريغو وأثرت كذلك على مستواه في الملعب شعور اللاعب بخيبة أمل لعدم وجود اسمه في قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، رغم فوزه مع فريقه ريال مدريد في الدوري الإسباني ودوري الأبطال الموسم الماضي، فيما كان عليه أن يشاهد زملاءه في الفريق: مبابي وبيلينغهام وفينيسيوس يتم اختيارهم في القائمة المختصرة.
فينيسيوس ومفاجأة الكرة الذهبية
من بين الأمور التي سحبت من رصيد تركيز اللاعبين في الملعب خلال الفترة الماضية وتحديداً البرازيلي فينيسيوس المفاجأة القاسية التي تعرض لها بعدما خسر جائزة الكرة الذهبية التي كان المرشح الأوفر حظاً لها لصالح الإسباني رودري، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي.
كان فينيسيوس واجه صدمة كبيرة عندما تم استبعاده من قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2024، على الرغم من أدائه المتميز مع ريال مدريد في موسم 2023/24، حيث فاز الفريق بدوري الأبطال والدوري الإسباني، وقد أثارت هذه الخسارة ردود فعل قوية من داخل معسكر ريال مدريد، حيث قاطع النادي حفل توزيع الجوائز تعبيرًا عن استيائهم، وقدم لاعبو الفريق مثل رودريغو وإدواردو كامافينغا دعمًا علنيًا لفينيسيوس، معتبرين إياه أفضل لاعب في العالم.
فينيسيوس نفسه رد بغضب على هذا الاستبعاد، مشيرًا إلى عزمه على تحقيق الجائزة في المستقبل بقوله إنه سيفعل أفضل مما لديه 10 مرات إذا لزم الأمر.