كاتب امريكي يكشف مخططا امريكيا لليوم التالي للحرب على قطاع غزة

AFP__20240725__364X926__v1__HighRes__PalestinianIsraelConflict-e1721930867168.jpg

قال الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، اليوم الأربعاء في مقال له بصحيفة واشنطن بوست، إن غزة قد تكون الأكثر صعوبة، ما بين لبنان وإيران، في التوصل إلى اتفاق.

فقد تعثرت المحاولات التي استمرت لعام كامل للوصول إلى وقف إطلاق نار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين فيها. 

وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يبدو مستعدًا الآن للانتقال إلى خطة "اليوم التالي" للإدارة الانتقالية في غزة — مع إبقاء قضية الإفراج عن الأسرى (وما يقابلها من تبادل للأسرى الفلسطينيين) كمسار منفصل ضمن تسوية نهائية شاملة. وإسرائيل تدعم هذا الخيار، وفقًا لمصدر إسرائيلي مطلع.

وستبدأ المرحلة الانتقالية في غزة، كما يتصورها بلينكن، بدعوة السلطة الفلسطينية للدول الأوروبية وبعض الدول العربية المعتدلة لتوفير قوات عسكرية للمساعدة في عمليات استقرار غزة. وستقدم الولايات المتحدة مركزاً للقيادة والتحكم العسكري لهذا الجهد، مقرّه في مصر قرب الحدود مع غزة.

ووفقًا للمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، ستكون الإدارة الانتقالية في غزة منفصلة عن السلطة الفلسطينية، لكنها ستستعين ببعض موظفيها بالإضافة إلى فلسطينيين غير منتمين إلى حماس. وستدعم دول أجنبية الجهد الأمني في غزة، بينما ستتولى قوات فلسطينية غير تابعة لحماس مسؤوليات الحفاظ على الأمن والنظام. وتتوقع إدارة بايدن أن يتم دعم هذا الترتيب الانتقالي بنوع من تأييد الأمم المتحدة.

وتقوم خطة بلينكن "لليوم التالي" على محادثات بدأت في تموز\يوليو الماضي بين الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، ورون ديرمر، المستشار السياسي الأقرب لنتنياهو. وقد دمج بلينكن أفكارهم مع اقتراحات من مصر، الأردن، قطر وحلفاء آخرين.

وكان بلينكن، قد بعث في تشرين الأول\أكتوبر الماضي هو ووزير الدفاع لويد أوستن برسالة إلى إسرائيل تتضمن 15 مطلبًا سياسيًا، مثل فتح المزيد من المعابر الحدودية والسماح بمرور المزيد من شاحنات الإغاثة، لتحسين المساعدات الإنسانية في غضون 30 يومًا، وإلا فستواجه إسرائيل حظرًا أمريكيًا على الأسلحة. ووفقًا لمصدر مطلع على التفكير الإسرائيلي، فإن الحكومة تأخذ هذه القائمة "بجدية كبيرة". وأضاف المصدر: "ستشهدون تحسنًا في معظم القضايا بحلول الأسبوع المقبل".

وأضاف أغناتيوس أن بلينكن يخشى من أن تكون الضفة الغربية هي ساحة المعركة التالية. ويرغب في إحياء الوعود التي قدمتها إسرائيل خلال اجتماع 19 آذار\مارس 2023 في شرم الشيخ، مصر. وفي ذلك الاتفاق، تعهدت إسرائيل بعدم مناقشة أي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لمدة أربعة أشهر، وبعدم التصريح ببؤر استيطانية لمدة ستة أشه. وقد تم توقيع البيان من إسرائيل، ومصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة.

وقال المصدر الإسرائيلي المطلع على تفكير حكومته: "ليس لدينا مشكلة في العودة إلى هذه التفاهمات".

وأشار إلى أنه بالتوازي مع التحركات في غزة، تواصل إدارة بايدن محاولاتها للتوسط بين إسرائيل ولبنان. وقال إن كبار المسؤولين اللبنانيين يدعمون خطة لوقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يتضمن نشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب البلاد لنزع سلاح حزب الله. وقد أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن استعدادهم للمضي قدمًا في هذه الخطة، معتبرين أن الوقت بات ملائمًا بعد أن نفذت القوات الإسرائيلية عمليات واسعة لتدمير أنفاق ومخابئ تابعة لحزب الله في الجنوب.

أما في ما يتعلق بالأزمة مع إيران، تظل هذه القضية أحد أبرز التحديات التي تواجهها الإدارة الأميركية، خصوصًا مع احتمالات دعم طهران للمقاومة في العراق التي قد تستخدم طائرات مسيرة لشن هجمات على إسرائيل. وقد حذّر بلينكن رئيس الوزراء العراقي من أي تصعيد محتمل، مؤكدًا أن هجومًا جديدًا قد يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي واسع قد يستهدف إيران أيضًا.