ماكرون يدعو لدعم لبنان ويتعهد بتقديم 100 مليون يورو

AFP__20241017__36KB6W8__v1__HighRes__BelgiumEuPoliticsDiplomacy-e1729218648140.jpg

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دعم لبنان لمواجهة آثار العدوان الإسرائيلي عليه، وانتقد استهداف إسرائيل قوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل"، فيما تعهد بتقديم 100 مليون يورو لدعم لبنان.

جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي لدعم لبنان بالعاصمة الفرنسية باريس، بكلمة ألقاها ماكرون الذي تقدم بلاده دعما كبيرا عسكريا وسياسيا لإسرائيل في حروبها بالمنطقة.

ويأتي مؤتمر باريس استجابة لنداء أطلقته الأمم المتحدة لجمع 400 مليون دولار على الأقل لمساعدة النازحين اللبنانيين، فيما تواصل إسرائيل إبادة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي ظل دعم فرنسي.

وقال ماكرون: "نجتمع اليوم لتقديم الدعم للبنان ليخرج من محنته حيث يتعرض لجملة من التحديات، ولا بد أن تنتهي حرب الآخرين على أرض لبنان"، وفق تعبيره.

وأكد على ضرورة "دعم لبنان في الوقت الذي يشهد فيه أزمات كثيرة جراء الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل على أراضيه، بالإضافة إلى نزوح الملايين والحاجة الملحّة لمواجهة هذه الأزمات".

وأعلن أن بلاده تعمل على "حماية سيادة لبنان ومساعدته على مواجهة ما يمر به"، مشيراً أن "فرنسا ستقدم 100 مليون يورو مساعدات لمتضرري الحرب في لبنان".

وادعى أن "هناك ضرورة لأن يوقف حزب الله هجماته على إسرائيل مهما كانت الذريعة، وهذه الحرب لا يمكن أن تسمح في انتشار الفوضى في لبنان والمناطق المجاورة".

وقال: "نندد باستفزازات حزب الله وندعوه إلى وقفها، سواء من خلال الهجمات بعد الخط الأزرق أو استهداف منزل رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)".

وفيما أشار إلى أن "إسرائيل تعرف أن أي تقدم (في الأراضي اللبنانية) لا يشكل انتصارا في لبنان"، اعتبر أن "إيران تدفع بحزب الله لمواجهة إسرائيل ويجب تحديد الأسس التي تسمح بسلام دائم على طول الخط الأزرق".

وقال: "ندعو إسرائيل لوقف الحرب في لبنان، وعلى حزب الله أن يوقف عملياته واستهداف ما بعد الخط الأزرق".

كما شدد على ضرورة أن "يطبق القرار 1701 ووقف إطلاق النار فورًا من أجل الوصول إلى السلام والأمن".

وفي أغسطس/ آب 2006 أصدر مجلس الأمن القرار 1701 الذي أوقف 33 يوما من المعارك بين إسرائيل و"حزب الله" بما عرف بـ"حرب تموز"، ونص على نشر 15 ألف جندي لقوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" على الحدود المشتركة.

ومنطقة عمليات اليونيفيل محددة بين نهر الليطاني شمالا داخل لبنان، و"الخط الأزرق" جنوبا الفاصل بين البلد العربي وإسرائيل.

وأردف ماكرون: "يمكننا الاعتماد على الأمم المتحدة، وعلى التزام المساهمين بجنود ضمن قواتها بحيث تضطلع بدورها لينتشر الجيش اللبناني على نهر الليطاني".

وتابع: "لا يوجد أي مبرر لاستهداف (إسرائيل) قوات اليونيفيل ونعبّر عن دعمنا لكل جنود القبعات الزرق، والهدف الرئيسيّ منها هو أن تبسط السلطة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها بما في ذلك جنوبي نهر الليطاني".

وفي حين لم يذكرها ماكرون صراحة، إلا أن عدوان الجيش الإسرائيلي لم يقتصر على اللبنانيين، إذ استهدف أكثر من مرة قوات حفظ السلام الأممية المؤقتة "يونيفيل"، ما تسبب في موجة استنكار واسعة النطاق.

وأردف: "إذن، الجيش اللبناني لديه الآن مهمة كبيرة الآن أكثر من أي وقت مضى (..) ونحن نثق به (..) وفرنسا سترافق انتشاره (في الجنوب) من خلال اليونيفيل وستساهم في تسليحه ليكون قويا قادرا على العمل ليقتنع الجميع أن لبنان سيمارس سلطته على كافة أراضيه".

وشكر الكثير من الدول الحاضرة في المؤتمر التي "تشارك في دعم الجيش اللبناني"، كما دعا إلى "دعم مشاريع توظيف على الأقل 6 إلى 10 آلاف جندي إضافي للانتشار في الجنوب".

وأشار إلى أن ذلك يهدف إلى "تعزيز سيادة لبنان وتأكيد أن الأسوأ (ويلات الحرب) ليس ضروريا"، واعتبر أنها "صفحة جديدة (للبنان) نبدأ بفتحها الآن... أعتمد عليكم ليعتمد لبنان علينا للخروج من أزماته ليعرف السلام والأمن".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله" بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و574 قتيلا و12 ألفا وواحد جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لآخر البيانات الرسمية اللبنانية.

ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.​

​وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.