أصيب عشرات الفلسطينيين الجمعة، نتيجة استنشاقهم غاز مسيل للدموع، ومتضامنة أجنبية وشاب جراء الاعتداء عليهما بالضرب في اعتداءات نفذها المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي شمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أن طواقمها عالجت ميدانيا “50 إصابة نتيجة استنشاق الغاز” خلال مواجهات شهدتها بلدة يتما جنوبي مدينة نابلس (شمال).
وأضافت أنها نقلت إلى المستشفى “إصابة لشاب (21 عاماً) نتيجة اعتداء عليه بالضرب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي سياق متصل، قال أحمد صنوبر، رئيس بلدية قرية “يتما” بمحافظة نابلس في تصريح إن “أكثر من مئتي مستوطن هاجموا البلدة من ثلاث جهات، واستهدفوا قاطفي الزيتون في حقولهم”.
وأضاف أن الهجوم جرى من الغرب والشمال وشمال الغرب، مع وجود جيش الاحتلال الذي لم يمنعه بل أطلق قنابل غاز تجاه المزارعين في محاول لإخراجهم من أراضيهم.
وأشار صنوبر إلى أن أهالي القرية تجمعوا لمواجهة المستوطنين ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جيش الاحتلال.
وجنوب شرقي نابلس، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” أن مستوطنين سرقوا قطيع أغنام.
وأضافت أن “مجموعة من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال هاجموا فتى خلال رعيه قطيعا من الأغنام على مفترق قرية جوريش جنوب شرق نابلس، وسرقوا قطيع الأغنام منه، وتوجهوا إلى مستعمرة “مجدوليم” القريبة”.
وتابعت أن “قوات الاحتلال احتجزت الفتى الذين كان يرعى الأغنام هناك”.
وجنوب الضفة، قالت الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان منفصل، إن طواقمها نقلت إلى المستشفى متضامنة أجنبية (50 عاما) أصيبت جراء الاعتداء عليها من قبل مستوطنين في مسافر يطا (جنوبي الخليل)، دون تفاصيل عن هويتها أو جنسيتها.
وبهذا الخصوص، قال جهاد نواجعة، رئيس مجلس محلي قرية سوسيا، إن “مستوطنا اعتدى بالضرب مستخدما عصا على متضامنة أجنبية خلال مساعدتها للأهالي في قطف الزيتون”.
وأضاف أن “ضرب المتضامنة جرى بوجود جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تعامل برفق مع المستوطنين خلال اعتدائهم”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقطع مصور للاعتداء على المتضامنة من قبل مستوطن ملثم بالضرب بوجود جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة “وفا” بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على متضامنة أجنبية كانت برفقة مزارعين فلسطينيين تعرضوا لهجوم من مستوطنين أثناء قطف الزيتون بقرية “سوسيا” بمسافر يطا جنوب الخليل.
وأوضحت أن “قوات الاحتلال اعتدت بالضرب بالعصي على متضامنة كانت متطوعة بقطف الزيتون مع فلسطينيين”.
وأشارت الوكالة إلى أن المتضامنة رفضت نقلها بواسطة إسعاف إسرائيلي، ونقلت بآخر تابع للهلال الأحمر الفلسطيني لتلقي العلاج بمستشفى أبو الحسين القاسم في بلدة “يطا”.\
وجنوب الضفة أيضا، ذكرت “وفا” أن مستوطنا هاجم مزارعين أثناء قيامهم بقطف الزيتون في أرضهم ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، “وأجبرهم تحت تهديد السلاح على مغادرة أرضهم وعدم العودة إليها مرة أخرى وإلا سيتعرضون للاعتقال”.
والخميس حذر نائب متحدث الأمم المتحدة فرحان حق من أن العنف المتزايد الذي يمارسه المستوطنون خلال موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية المحتلة يهدد أمن ومعيشة الفلسطينيين في المنطقة.
وأضاف أنه “تم توثيق 32 هجوما شنه مستوطنون إسرائيليون منذ بداية الشهر” مشرا إلى إصابة “39 فلسطينيا أثناء قطف الزيتون في هذه الهجمات، وتخريب نحو 600 شجرة وشتلة أو قطعها أو سرقتها”.
وتشتد اعتداءات المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين مع حلول موسم قطف ثمار شجر الزيتون في أكتوبر من كل عام.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) نفذ المستوطنون 2777 اعتداء بالضفة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر2023 وحتى 7 أكتوبر الجاري، أدت “إلى استشهاد 19 فلسطينيا وتهجير 28 تجمعاً بدوياً فلسطينياً يقطنها 292 عائلة تشمل 1636 فرداً”.
واستنادا إلى معطيات حركة “السلام الآن” اليسارية الإسرائيلية فإن نحو نصف مليون إسرائيلي يقيمون في 146 مستوطنة كبيرة و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما لا يشمل القدس الشرقية المحتلة.
وبموازاة حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بدعم أمريكي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، انتهاكات إسرائيلية يومية من الجيش والمستوطنون.
وأسفرت الانتهاكات الإسرائيلية بالضفة عن استشهاد 756 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و250، واعتقال أكثر من 11 ألفا و300، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وخلفت الإبادة في قطاع غزة أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.