الأمم المتحدة: 345 ألفا من سكان غزة سيواجهون جوعا “كارثيا” هذا الشتاء

20241017123257reup-2024-10-17t123023z_1380339012_rc2iy9a9mt2h_rtrmadp_3_israel-palestinians-gaza-food.h-730x438.jpg

أفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة الخميس بأن نحو 345 ألفا من سكان غزة سيواجهون جوعا “كارثيا” هذا الشتاء بعد تراجع إيصال المساعدات، محذّرا من خطر المجاعة في أنحاء القطاع.

ولفت التقييم الذي أعدّته وكالات أممية ومنظمات غير حكومية إلى أن هذا العدد يأتي بالمقارنة مع 133 ألف شخص مصنّفين حاليا على أنهم يعانون من “انعدام كارثي للأمن الغذائي”.

وجاء في تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” IPC بأن ازدياد المساعدات الإنسانية خلال الصيف خفف معاناة أهالي غزة بعض الشيء، لكن سُجّل في أيلول/سبتمبر دخول كميّة أقل من الإمدادات التجارية والإنسانية إلى غزة منذ آذار/مارس.

ونتيجة ذلك، يتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يواجهون انعداما كارثيا للأمن الغذائي (المرحلة الخامسة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 ونيسان/أبريل 2025 إلى 345 ألف شخص، أي ما يعادل 16 في المئة من السكان.

وأفاد التقرير بأن “التراجع الحاد” مؤخرا في دخول المساعدات “سيحد بشكل كبير من قدرة العائلات على إطعام أنفسها والوصول إلى السلع والخدمات الأساسية خلال الأشهر المقبلة، إلا إذا حدث تحوّل في الوضع”.

حذّرت الولايات المتحدة إسرائيل الثلاثاء من أنها قد تجمّد جزءا من المساعدات العسكرية المقدّرة بمليارات الدولارات للدولة العبرية ما لم يتحسّن إيصال المساعدات إلى قطاع غزة في غضون 30 يوما.

وحذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الأربعاء من خطر المجاعة في القطاع الذي باتت أجزاء واسعة منه مدمّرة نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي على الدولة العبرية.

مرصد: تصاعد العنف في غزة يفاقم خطر المجاعة

من جهة ثانية،  قال مرصد عالمي اليوم الخميس إن قطاع غزة بأكمله لا يزال معرضا لخطر المجاعة ويشهد مستويات خطيرة من الجوع إذ تفاقم العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة المخاوف وتعوق وصول المساعدات الإنسانية.

ووفقا لتحليل مبادرة (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، يعاني نحو 1.84 مليون شخص في أنحاء القطاع الفلسطيني من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك ما يقرب من 133 ألف شخص يعانون من أشد هذه المستويات، والتي تعرف بأنها “كارثية”.

وذكر التحليل أن هذا العدد أقل مقارنة بحوالي 343 ألف شخص تم إعلان أنهم يعانون من هذه المستويات (الكارثية) في التحديث السابق في يونيو حزيران، ولكن من المتوقع أن يزيد العدد إلى المثلين في الأشهر المقبلة.

وأشار إلى زيادة في المواد الغذائية التي تدخل غزة بداية من مايو أيار، لكنه قال إن وصول المساعدات الإنسانية بدأ يتقلص مرة أخرى في سبتمبر أيلول.

ووفقا لملخص تحليل (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) الذي تمت مشاركته قبل النشر، فإن أوامر إخلاء أصدرتها إسرائيل في الآونة الأخيرة “عطلت العمليات الإنسانية بشكل كبير، وأدت عمليات النزوح المتكررة إلى إضعاف قدرة الناس على التكيف والحصول على الغذاء والمياه والأدوية، مما أدى إلى المخاطر على مجتمعات بأكملها”.

وجاء في الملخص أن “خطر المجاعة لا يزال قائما في جميع أنحاء قطاع غزة. ونظرا للتصاعد في الآونة الأخيرة في الأعمال القتالية، هناك مخاوف متزايدة من تحقق أسوأ السيناريوهات”.

ووفقا للملخص بلغ سوء التغذية الحاد مستويات خطيرة تزيد عشر مرات على ما كان عليه قبل الصراع. ومن المتوقع تسجيل ما يقدر بنحو 60 ألف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار في الفترة من سبتمبر أيلول 2024 إلى أغسطس آب 2025.

وأجري التحليل الجديد في الفترة من 30 سبتمبر أيلول حتى الرابع من أكتوبر تشرين الأول، ولا يعكس أحدث التطورات على الأرض.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي واصل على مدى أسبوعين هجوما ضد مسلحي حماس في جباليا في شمال غزة ويبدو أنه يعزل الشمال تماما عن بقية القطاع.

وقالت الوكالة المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء إن المساعدات الغذائية لم تدخل شمال غزة من الثاني من أكتوبر تشرين الأول حتى 15 أكتوبر تشرين الأول، عندما سُمح بدخول “كمية ضئيلة”، وإن جميع الإمدادات الضرورية للبقاء على قيد الحياة نفدت. وأضافت أنه لم يتبق سوى القليل من الطعام للتوزيع، وأن معظم المخابز ستضطر إلى الإغلاق في غضون أيام إذا لم يصل وقود إضافي.

وتقول إسرائيل إنها لا تمنع دخول المساعدات الإنسانية.

ودعا مسؤولو صحة فلسطينيون إلى إنشاء ممر إنساني لثلاث مستشفيات في شمال غزة تعاني من نقص الغذاء والدواء وباتت على شفا الانهيار بعد أن عزلت القوات الإسرائيلية المنطقة.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هي مبادرة تشارك فيها وكالات للأمم المتحدة وحكومات وطنية ومنظمات إغاثة، وتضع المعايير العالمية لقياس الأزمات الغذائية.

وتمثل المرحلة الخامسة التحذير الأكثر خطورة للمبادرة. وتتألف هذه المرحلة الخامسة نفسها من مستويين، المستوى الكارثي ومستوى المجاعة.

ويمكن إعلان المجاعة إذا كان ما لا يقل عن 20 بالمئة من السكان في منطقة ما يعانون من نقص حاد في الغذاء، مع إصابة ما لا يقل عن 30 بالمئة من الأطفال بسوء التغذية الحاد وتسجيل معدل حالتي وفاة لكل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.