قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، السبت، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر التخلي عن ذويهم من أجل الحفاظ على منصبه السياسي.
جاءت هذه الانتقادات في مؤتمر صحافي عقدته عائلات الأسرى أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية “الكرياه” بمدينة تل أبيب، وذلك قبيل الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
واندلعت شرارة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة إثر هجوم مباغت شنته حركة حماس وفصائل فلسطينية على مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر 2023.
وأدخل ذلك تل أبيب في حالة صدمة وإرباك على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو والمنظومة الأمنية والجيش بفشل التنبؤ به، الأمر الذي عده مسؤولون إسرائيليون “أكبر خرق استخباري في تاريخ الدولة”.
وأكد ذوو الأسرى أن رئيس الوزراء “قرر بوعي التضحية بحياتهم من أجل استمرار حكمه”، وأن “المختطفين أصبحوا رهائن في حرب نتنياهو من أجل البقاء السياسي”.
وأضافوا في المؤتمر الصحافي الذي بثته قناة “كان” الرسمية، أن نتنياهو “لا يتحمل المسؤولية فقط، بل يتعمد تجاهل قضيتهم ومحاولة نسيانهم” للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وفي 7 أكتوبر 2023، قامت حماس والفصائل بأسر وقتل عدد من الإسرائيليين، في الهجوم الذي قالت إنه رد على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وتقدر تل أبيب وجود 101 أسير في غزة من أصل 239 إسرائيليا على الأقل تم أسرهم في 7 أكتوبر، بادلت عشرات منهم خلال هدنة مؤقتة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأعلنت حماس مقتل عشرات آخرين في غارات إسرائيلية عشوائية.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس بوساطة مصر وقطر ورعاية الولايات المتحدة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.