واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدوانها على مخيم طولكرم، وخلفت دمارا شاملا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، بعد إجبارهم على مغادرة منازلهم.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة للوكالة الرسمية إن هناك عدوان وتهجير قسري بحق مخيم طولكرم يجري الآن، وإن هذه المرة من أصعب الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال، إذ أجبرت معظم سكان المخيم على الخروج من منازلهم بدءا من "حارة المقاطعة" جنوبا وحتى "حارة المدارس" شمالا، في نزوح قسري غير معروف المصير.
وأضاف سلامة أن قوات الاحتلال ترافقها الكلاب البوليسية داهمت المنازل وبثت الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وأجبرتهم على مغادرتها، واستولت على أجهزة الهواتف النقالة الخاصة بالمواطنين، وحولت عددا من المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط لقناصتها.
وأوضح أن الاحتلال أحرق عددا من المنازل بعد أن غادرها أصحابها قسرا، وهدم بعضها بجرافاته التي دمرت وجرفت الشوارع والبنية التحتية المدمرة من الاقتحامات السابقة، في خطوة تهدف لتدمير ما تبقى من المخيم وجعله غير قابل للحياة والسكن.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان، واستخدمت بعضهم دروعا بشرية في أزقة المخيم.
وطالت عمليات التجريف البنية التحتية وممتلكات المواطنين في حارات: حمام، والشهداء، والمقاطعة، والربايعة، والبلاونة، والغانم، والمدارس.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من آلياتها العسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيمها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وأعلنت مديرية أوقاف طولكرم عن فتح عدد من المساجد في المدينة وضواحيها (ذنابة، واكتابا، وشويكة) لاستقبال من تقطعت بهم السبل بسبب اقتحام الاحتلال للمدينة ومخيمها.
وداهمت قوات الاحتلال مركز العودة في مخيم طولكرم، واحتجزت طاقم العاملين فيه وعددهم ستة أشخاص، وحولته إلى ثكنة عسكرية ونشرت القناصة على نوافذه.
وفي تطور لاحق، تم إخلاء الطاقم التعليمي وعدد من طالبات مدرسة طولكرم الأساسية في مخيم طولكرم، بعد حصارهم لساعات طويلة داخل المدرسة، في ظل الانتشار المكثف لقوات الاحتلال داخل حارات المخيم،
كما تم إخلاء عدد من أطفال روضة "فلة" بعد عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم عقب اقتحام الاحتلال المدينة ظهر اليوم، وقد تم احتجازهم في صيدلية مستشفى الشهيد ثابت الحكومي.
وتحاصر آليات الاحتلال مستشفيي الإسراء التخصصي والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتعرقل عمل طواقم مركبات الإسعاف، وتوقف المرضى والمواطنين خلال دخولهم إليهما أو خروجهم منهما، وتدقق في هوياتهم وتخضع بعضهم للاستجواب.
واستشهد مواطنان في وقت سابق من اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم.
وأفادت وزارة الصحة بوصول الشهيد أحمد مجدوبة (24 عاما) إلى مستشفى طولكرم الحكومي، وشهيدة إلى مستشفى الإسراء، متأثرين بإصابتيهما برصاص قوات الاحتلال، كما أصيب 10 مواطنين بجروح، بينهم إصابة خطيرة.
وحاصرت قوات الاحتلال مركز الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر في الحي الجنوبي لمدينة طولكرم، قبل أن يداهم جنود الاحتلال المقر، ويحتجزوا طواقم الإسعاف.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت ظهر اليوم المدينة من جهتها الغربية، وطالبت عبر مكبرات الصوت أصحاب المحال التجارية بإغلاق محلاتهم ومغادرة الأسواق، ما تسببت في حدوث أزمات مرورية خانقة، بالتزامن مع انتشار الاحتلال عند مداخل المدينة وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة، كما اقتحمت مخيم طولكرم وشرعت بتجريف البنية التحتية، وأغلقت مداخل حارة الغانم بالسواتر الترابية.