عشرات الشهداء بمجزرة إسرائيلية مروعة في خيام النازحين بمواصي خان يونس

458989624_918093553685768_4890856885872990950_n.jpg

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة جديدة في قطاع غزة، حيث شنت غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غرب القطاع.

المجزرة التي وقعت بالقرب من مستشفى البريطاني بمدخل منطقة المواصي، أسفرت عن استشهاد 40 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما لا يزال عدد كبير أيضا من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين.

وقال محمد المغير، المسؤول في الدفاع المدني  إنّ “40 شهيدا و60 مصابا تم انتشالهم ونقلهم” إلى المستشفيات القريبة، مشيرا إلى أنّ العمل جار “على انتشال 15 مفقودا نتيجة استهداف خيام النازحين في مواصي خان يونس”.

وقال الدفاع المدني إننا أمام واحدة من أبشع المجازر منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

ووفقًا لتقارير صحافية ومحلية، استُخدمت في الهجوم خمسة صواريخ تسببت في دمار شامل للخيام وحفر بعمق تسعة أمتار في الأرض، مما زاد من صعوبة جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية في الوصول إلى الضحايا.

وتشهد المنطقة حالة من الفوضى، مع تواجد مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق فوق الموقع، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي والحرائق الناجمة عن القصف.

وقال شهود عيان ومسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطواقم الطبية تواجه تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الهائل والحفر العميقة. كما أضافوا أن عددًا كبيرًا من سيارات الإسعاف نقلت الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، في حين تواصل فرق الإنقاذ البحث عن المفقودين.

يأتي هذا القصف في إطار العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث يتعرض القطاع منذ السابع من اكتوبر الماضي، لغارات مكثفة من قبل جيش الاحتلال، في ظل ظروف إنسانية كارثية.

وقال المتحدث باسم الدفاع في قطاع غزة إن الغارات استهدفت تجمعاً لخيام النازحين مكون من 20 خيمة على الأقل مأهولة بالسكان في منطقة ادعى الاحتلال أنها إنسانية.

وأضاف أن الغارات العنيفة خلفت 3 حفر كبيرة حيث كانت الصواريخ المستخدمة ارتجاجية ثقيلة.

وقال إن “العديد من الشهداء دفن في الأرض. وتواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبة كبيرة بانتشال الشهداء وسط انعدام الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء”.

وتحدث عن هلع كبير بين السكان في المنطقة المحيطة بعد أن كانوا نياماً ويعتقدون أنهم آمنون.

وقال إن “الحدث صعب للغاية والتقديرات أننا أمام واحدة من أبشع المجازر في هذه الحرب المسعورة”.

وأكد أن الاحتلال أصبح يتجرأ على مثل هذه المجازر في ظل صمت تام لمؤسسات العالم عن جرائمه السابقة.

إلى ذلك،  أكّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنّ أيّا من مقاتليها لم يكن موجوداً في منطقة مواصي خان يونس حيث أوقعت غارة جوية، فجر الثلاثاء، عشرات الشهداء والجرحى، نافية بذلك مزاعم الجيش الإسرائيلي  أنّه استهدف عناصر بارزين في الحركة “كانوا يعملون داخل مجمّع للقيادة والسيطرة مموّه”.

وقالت الحركة في بيان: “نؤكّد أن ادّعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هو كذبٌ مفضوح”، مشيرة إلى أنّها “أكّدت مراراً نَفْيَها وجود أيّ من عناصرها بين التجمّعات المدنية، أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية”.

وفي سياق متصل، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين، بينهم سيدتان وطفلة، في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية لعائلة “لبد” في منطقة مفترق الغفري، غربي مدينة غزة، حسب ما أعلن الدفاع المدني بغزة، ليلة الإثنين، الثلاثاء، وكانت الغارة قد دمرت الشقة بالكامل، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.

وأعلن الدفاع المدني، في وقت سابق من مساء الإثنين، عن استشهاد خمسة مواطنين آخرين وإصابة عدد من الأشخاص جراء قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي تل الهوا بجوار مستشفى الأردني في مدينة غزة.

كما استهدف القصف منزلاً آخر بالقرب من مدرسة التابعين الشرعية شمال المدينة، فيما قامت قوات الاحتلال بتدمير مبانٍ سكنية في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

يأتي هذا التصعيد العسكري في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 40,988 شخصاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة 94,825 آخرين. في حين لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تعاني من صعوبات في الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض أو المنتشرين في الطرقات بسبب استمرار العمليات العسكرية.