بعد 87 عاما من الشهرة.. فولكسفاغن مهددة بإغلاق مصانعها في ألمانيا للمرة الأولى

vw-osnabruck-manufacturing-plant.jpg

يبدو أن آثار الأزمة الاقتصادية العالمية وبروز أسواق جديدة منافسة بدأت ترخي بظلالها على عمالقة صناعة السيارات، تحديدا شركة "فولكسفاغن" الألمانية، التي أعلنت الإثنين الماضي أنه من الممكن أن تبدأ بإغلاق مصانع وتسريح أعداد كبيرة من الموظفين.

وفي أعقاب اجتماع للقيادات التنفيذية للشركة، أعلنت فولكسفاغن إنهاء "ضمان التوظيف" (الحماية من التسريح) الذي كان معمولا به حتى الآن والذي يستبعد تسريح العمال لأسباب تشغيلية حتى عام 2029.  

وقالت الشركة في بيان: "حتى إغلاق مصانع لإنتاج السيارات ومواقع لإنتاج مكونات لم يعد من الممكن استبعاده في الوضع الحالي في حال عدم اتخاذ إجراءات مضادة سريعة".

وأضاف البيان أن تخفيض الوظائف المخطط له حتى الآن من خلال التقاعد المبكر وتعويضات نهاية الخدمة لم يعد كافيا لتحقيق أهداف التقشف المستهدفة، "من وجهة نظر الشركة، فإن إعادة الهيكلة بناء على التطور الديموغرافي لا تكفي وحدها لتحقيق التعديلات الهيكلية الضرورية على المدى القصير من أجل تعزيز القدرة التنافسية".

وبهذا، يهدد إنهاء اتفاق حماية الوظائف مع النقابات العمالية ما يقرب من 683,000 عامل حول العالم، بما في ذلك 295,000 موظف في ألمانيا، وفقا لأحدث تقرير أرباح لها.

"الرياح المعاكسة باتت أقوى بكثير"

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لفولكسفاغن أوليفر بلومه إن صناعة السيارات الأوروبية "تمر بوقت عصيب"، وأضاف "أصبحت البيئة الاقتصادية أكثر صعوبة من ذي قبل، حيث يدخل منافسون جدد إلى السوق الأوروبية. وللأسف، ألمانيا على وجه التحديد، خسرت موقعها التصنيعي وقدرتها التنافسية".

وتابع بلوم "هدفنا الرئيسي هو تخفيض التكاليف"، مشيرا إلى أن خطط التخفيضات تشمل نفقات المصانع وسلسلة الإمداد والعمل. وأضاف "لقد قمنا بجميع الخطوات التنظيمية اللازمة".

من جهته، قال عضو مجلس مجلس إدارة الشركة توماس شيفر في مذكرة داخلية، إن أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات ما زالت ملتزمة بألمانيا "كموقع لأعمالها التجارية"، لكن "الرياح المعاكسة باتت أقوى بكثير". وأفاد أن الظروف الصعبة تعني بأنه "يتعيّن علينا الآن تكثيف جهودنا" لضمان نجاح الشركة.

وقال شيفر "نريد أن نبقى المصنّع الأكبر من جهة الكميات في العالم وبأن نقوم بذلك بما يتوافق مع قوتنا".

تجدر الإشارة إلى أن عملاق السيارات الألمانية بدأ في تقليص التكاليف بقيمة 10 مليارات يورو في أواخر العام الماضي، وقد خسر حصته في أكبر سوق خارجية له وهي السوق الصينية. وفي النصف الأول من العام، تراجعت تسليمات العملاء بنسبة 7% مقارنة بنفس الفترة في عام 2023، كما انخفض ربح التشغيل للمجموعة بنسبة 11.4% إلى 10.1 مليار يورو (11.2 مليار دولار).