بعثت الولايات المتحدة الامريكية بإشارة ذات دلالات أمس فيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في قطاع غزة، وقال رئيسها جو بايدن إن إدارته ” قريبة جدا” من تقديم مقترح نهائي لاتفاق، موجها انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال بايدن إنه لا يعتقد بأن نتنياهو يقوم بما يكفي للتوصل لمثل هذا الاتفاق.
وأثار موقف بايدن، النادر من جانب الإدارة الأمريكية، غضبا في أوساط حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية التي عبّر مسؤولوها عن صدمتهم وإحباطهم من الموقف الأمريكي.
وفي رد فعل أولي على تصريحات بايدن، نقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه أن “تصريحات بايدن خطيرة خصوصا أنها تأتي بعد أيام من إعدام “حماس” 6 رهائن بينهم أمريكي”.
وفي مؤتمر صحافي مساء أمس الإثنين قال نتنياهو إنه لا يصدق “أن الرئيس بايدن قال اليوم ما نقل عنه”.
وزعم أنه “حريص على إنجاز اتفاق”. وقال “لكن لم نر أي إيجابية من “حماس” باتجاه إبرام صفقة”.
وأضاف “لا أحد ملتزم بتحرير المخطوفين أكثر مني ولا أقبل مواعظ من أحد في هذه القضية”.
وزعم نتنياهو أيضا أنه في 31 أيار/ مايو وافق على مقترح الرئيس بايدن ورفضته “حماس”.
وجدد رفضه الانسحاب من محور “فيلادلفيا” وقال “محور فيلادلفيا هو أنبوب الأوكسجين لـ”حماس” ويجب قطعه”، وقال “نحن قريبون جدا من القضاء على حماس”.وفي تصريحات عاجلة قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إن نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد
تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوةً على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر.
وتابع: نقول للجميع وبشكلٍ واضحٍ أنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليماتٌ جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم
وأضاف: إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقةٍ سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء
وخرج عشرات آلاف المحتجين الإسرائيليين أمس إلى الشوارع لليوم الثاني. وأعلن أكبر اتحاد عمالي إضرابا عاما للضغط على الحكومة من أجل التوصل لاتفاق.
وبعد تدخل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قضت محكمة العمل في تل أبيب بضرورة إنهاء الإضراب العام عند الساعة الثانية والنصف ظهرا (11:30 بتوقيت غرينتش)، قائلة إن الإضراب سياسي إلى حد بعيد وليس له أساس اقتصادي.
في هذا الوقت، تفاقمت الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، وكذلك في الأوساط السياسية.
وظهرت الخلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت خلال مناقشات أجراها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).
وتوجّه غالانت إلى نتنياهو قائلا: “لقد أطلقت 1027 أسيرا (فلسطينيا) بمن فيهم (زعيم حماس يحيى) السنوار مقابل رجل واحد هو (الجندي) جلعاد شاليط” عام 2011.
أما زعيم المعارضة يائير لابيد فقال في رسالة لنواب الكنيست من أحزاب الائتلاف: “أنتم متواطئون في أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل”.