بينيت: سياسات حكومة نتنياهو دفعت إسرائيليين للتفكير بالهجرة

210613-naftali-bennett-jm-1359.jpg

حذر رئيس وزراء إسرائيل السابق نفتالي بينيت، الجمعة، من أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو دفعت العديد من الإسرائيليين إلى التفكير في الهجرة.

وقال بينيت، عبر حسابه على منصة إكس: "قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (الذي شنته فصائل فلسطينية بغزة على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع)، كان جزء من الجمهور (الإسرائيلي) يشعر بأن الحكومة تكرهه، إلا أن الهجوم تسبب في ظاهرة معاكسة، وهي النضال من أجل البلاد"، وفق حديثه.

وأضاف مستدركا: "لكن مع مرور الشهور، عاد اليأس يتسلل إلى نفوس قطاعات واسعة من الإسرائيليين حيث أدت سياسات الحكومة إلى جعلهم يفكرون بالهجرة الدائمة".

وتساءل مستنكرا: "لماذا وزراء الحكومة مشغولون بأنفسهم ليل نهار، ولا يتوقفون عن الشجار مع بعضهم، وتشويه سمعة قادة الجيش الإسرائيلي؟".

كما تساءل مستنكرا: "لماذا هناك قطاع كامل من الإسرائيليين (في إشارة للمتدنيين اليهود) لا يتجند في الجيش؟ وكيف جعلتنا حماس نبدو غير كفوئين؟".

ولفت بينيت الانتباه إلى "تفاقم الإحباط في صفوف الإسرائيليين"، مشيرًا إلى أن شعورًا عامًا يسود بينهم بأن "الحكومة تتعمد اتخاذ قرارات تهدف إلى إلحاق الأذى بشريحة واسعة من الشعب".

وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات داخلية شديدة على خلفية الإخفاق في تحقيق أهدافها المعلنة للحرب على غزة، وخاصة القضاء على حركة حماس، فيما يتهم قطاع كبير من الإسرائيليين وسياسيو المعارضة رئيس الوزراء بالتضحية بالأسرى في غزة ومواصلة الحرب من أجل مصالحه السياسية.

وأضاف بينيت أن السياسات الحالية تساهم في تفاقم الأزمات بدل حلها، معتبرا أن "الفشل في إدارة الأزمة الأمنية والاقتصادية أدى إلى شعور بالانهيار وانعدام الأمل".

وتراجعت مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة المتواصلة للشهر الـ11، إذ بلغ عجز الميزانية في الشهور الـ12 المنتهية في يوليو/ تموز الماضي 8.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما يعادل 42 مليار دولار، فيما خفضت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني لإسرائيل درجة واحدة، من (A+) إلى (A).

كما أشار بينيت إلى أن "عشرات الآلاف من الإسرائيليين من مناطق الشمال يعيشون لاجئين"، منتقدًا عدم وجود خطط حكومية لإعادتهم إلى منازلهم.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال (الجبهة مع لبنان) والجنوب (الجبهة مع غزة) منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.

واعتبر بينيت أن حكومة نتنياهو "تتجاهل بشكل كبير التحديات الداخلية وتفشل في تقديم الحلول اللازمة لمشاكل السكن والأمن والاقتصاد".

وفي وقت سابق الجمعة، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية الخاصة استطلاعًا أظهر أن 49 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن بينيت هو الأفضل لرئاسة الحكومة، مقابل 35 بالمئة يفضلون نتنياهو للمنصب ذاته، لكن بينيت لم يعلن رسميا عودته للتنافس السياسي.

وأوضحت الصحيفة أن ظهور حزب جديد برئاسة رئيس الوزراء اليميني السابق بينيت قد يغير توزيع المقاعد في البرلمان بشكل كبير.

وذكرت أن الحزب الجديد برئاسة بينيت سيحصل على 23 مقعدا من إجمالي 120، فيما سيحصل حزب الليكود برئاسة نتنياهو على 19 مقعدا فقط.

وشغل بينيت منصب رئيس وزراء إسرائيل بين 13 يونيو/ حزيران 2021 و30 يونيو 2022.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.