أدانت مقررةٌ أممية، ودول عربية، وفصائل فلسطينية، مجزرة مدرسة التابعين في غزة، يوم السبت، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 شخص وفقًا لحصيلة أولية، ويرجح أن يزداد عدد الشهداء في الساعات المقبلة.
وقالت المقررة الأمنية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إن "في أكبر معسكر اعتقال مخزٍ ومخزٍ في القرن الحادي والعشرين، تقوم إسرائيل بإبادة جماعية للفلسطينيين حيًا تلو الآخر، مستشفى تلو الآخر، مدرسة تلو الأخرى، مخيم لاجئين تلو الآخر، منطقة آمنة تلو الأخرى".
وأكدت فرانشيسكا ألبانيز، أن الإبادة الجماعية "تتم بأسلحة أميركية وأوروبية، ووسط لا مبالاة جميع الأمم المتحضرة".
وقالت: "فليسامحنا الفلسطينيون على عجزنا الجماعي عن حمايتهم، مع احترام أبسط معاني القانون الدولي".
إدانات عربية
وأدانت الخارجية القطرية "بشدة" مجزرة مدرسة التابعين، وطالبت "بتحقيق دولي يشمل إرسال محققين أمميين لتقصي الحقائق في استهداف الاحتلال للمدارس".
ودعت الخارجية القطرية، المجتمع الدولي لحماية النازحين ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته لإجبارهم على النزوح قسرًا.
كما أدانت الخارجية المصرية "بأشد العبارات" قصف مدرسة التابعين في غزة، وقالت إن "استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء الحرب".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إن المملكة "تعبر عن إدانتها واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل في انتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة".
وأشارت الخارجية الأردنية إلى أن مجزرة مدرسة التابعين جاءت "في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار"، وقالت إن ذلك "مؤشرٌ على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها".
وأدانت وزارة الخارجية السعودية "بأشد العبارات" مجزرة مدرسة التابعين، وطالبت بوقف المجازر الجماعية في قطاع غزة "الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وأضافت وزارة الخارجية، أن السعودية "تستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها".
إدانات فلسطينية
وقالت رئاسة السلطة الفلسطينية، إن مجزرة مدرسة التابعين تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب.
وأضافت الرئاسة، أن "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فورًا بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة"، مؤكدة أن الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية عن هذه المجزرة.
وقالت حركة فتح، إن المجزرة الدمويّة الشنعاء التي ارتكبها جيش الاحتلال في مدرسة التابعين تمثّل ذروة الإرهاب والإجرام لدى حكومة الاحتلال الفاشيّة التي تؤكّد بما لا يدع مجالا للشّك مساعيها لإبادة شعبنا عبر سياسة القتل التراكميّ، والمجازر الجماعيّة.
وأكدت حركة فتح، أن "هذه المجازر الدمويّة لن تحقّق مآربها في ترهيب شعبنا وتهجيره كما يروم مرتكبوها".
من جانبها، قالت حركة حماس إن المجزرة "تشكّل تصعيدًا خطيرًا في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، التي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد".
وأكدت حركة حماس، أن "تصاعد الإجرام الصهيوني، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل في كل مناطق قطاع غزة، لم يكن ليتواصَل، لولا الدعم الأميركي بشكل مباشر لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها".
ووصفت حركة الجهاد الإسلامي، مجزرة مدرسة التابعين بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مضيفة أن الذرائع التي يقدمها الاحتلال لتدمير المدارس هي ذاتها التي استخدمها لتدمير المستشفيات.
وأضافت الجهاد الإسلامي، أن تقاعس المؤسسات والمحاكم الدولية في إعلان قادة الكيان مجرمي حرب ساهم في تماديهم.
بينما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "هذه المجزرة الكبيرة لم تكن لتحدث دون الغطاء السياسي والدعم العسكري السافر من الإدارة الأميركية، التي منحت الضوء الأخضر لهذا الكيان المجرم ليواصل حرب إبادته على شعبنا الفلسطيني".
وأكدت أن "المزاعم التي يحاول الاحتلال بها تبرير جرائمه (بأن المدرسة فيها مقر لحماس) لا تعدو كونها محاولة صهيونية لتبرير جرائمه ضد المدنيين الأبرياء، فالاحتلال يمارس دومًا الكذب للتغطية على جرائمه البشعة".