أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان اليوم الثلاثاء اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في هجوم في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي.
وقال البيان “تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله”.
ولم تذكر حركة حماس أي تفاصيل أخرى بالخصوص، لكن القيادي بها أسامة حمدان قال، في تصريحات إعلامية مصورة إثر القرار، إن اختيار السنوار خلفا لهنية جاء بـ”الإجماع” من قبل مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة.
وأضاف أن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي حماس، وهو الهيئة التنفيذية للحركة، “جاء ليؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها”.
وتابع أن هذا الاختيار جاء كذلك ليؤكد أن “سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن تنجح في كسر شوكة المقاومة”.
وصرح مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس أن تعيين السنوار رئيسا للمكتب السياسي، ينطوي على “رسالة قوية” لإسرائيل بعد عشرة أشهر من بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته إن هذا الخيار هو “رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة”.
بدوره، قال القيادي في الحركة سامي أبو زهري، في تصريح لوكالة الأناضول، إن “الحركة اختارت السنوار قائدا لها في رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة للعدو وحلفائه”.
وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحماس، انتخب السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.
وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها “السيوف الحديدية”.
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة لاجئة تعود أصولها إلى مدينة المجدل الواقعة جنوب إسرائيل. وتلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية في غزة حيث يتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
وكان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
وساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في “حماس” بعد تأسيسها عام 1987.
وفي عام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
كما اعتقلت إسرائيل السنوار في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم “المجاهدون الفلسطينيون”.
وقضى السنوار 23 عاما متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم “صفقة شاليط”.
وعقب خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولي مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري “كتائب القسام”.
وأدرجت الولايات المتحدة السنوار في لائحة “الإرهابيين الدوليين” في سبتمبر/أيلول عام 2015.
حزب الله: اختيار السنوار رسالة قوية للعدو الصهيوني
وفي سياق متصل، هنأت جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الثلاثاء يحيى السنوار على اختياره رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وقالت إن اختياره “هو تأكيد أن الأهداف التي يتوخاها العدو (إسرائيل) من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها”.
واعتبر “حزب الله”، عبر بيان، أن اختيار السنوار “رسالة قوية للعدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها، بأن حماس موحدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى”.
هيئة البث العبرية: تعيين السنوار خلفا لهنية “مفاجأة ورسالة لإسرائيل”
واعتبرت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، أن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لـحماس يمثل مفاجأة ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن “قيادة الحركة لا تزال قوية”.
وقال روعي كايس محرر الشؤون العربية بقناة “كان”، التابعة لهيئة البث، في برنامج “أخبار المساء”: “في الحقيقة مثّل هذا (اختيار السنوار) يمثل مفاجأة بعد أسبوع من اغتيال هنية”.
وتابع أن “السنوار، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم (طوفان الأقصى) 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)”.
ورأى كايس أن تعيين السنوار يحمل “رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة الإسرائيلية له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة”.
أما محلل شؤون الشرق الأوسط بالقناة “12” (خاصة) إيهود يعاري فقال إن “لتعيين السنوار معنى رمزي لتأكيد موقعه في الحركة”.
واستدرك: “لكن ليس له أي معنى عملي في هذه المرحلة، إذ يواجه السنوار صعوبة في التواصل مع بقية أعضاء القيادة”، على حد تقديره.