نظمت شبكة الجزيرة الإعلامية وقفة في مقرها الرئيسي في العاصمة القطرية الدوحة، تنديداً باغتيال مراسلها في غزة إسماعيل الغول، ومرافقه المصور رامي الريفي، حضرها مدراء ومسؤولون ومذيعون وصحافيون في مختلف مؤسساتها وقطاعاتها.
كما شارك وائل الدحدوح مراسل الجزيرة ومدير مكتبها في غزة، الذي يتابع علاجه بعد استهدافه من قبل سلطات الاحتلال، إلى جانب زملاء آخرين تعرضوا لنيران الجيش الإسرائيلي في وقت سابق.
وطالبت الجزيرة بمحاسبة المتورطين في الجريمة والتأكيد على ملاحقة قتلة الصحافيين، موضحة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية “استهدفت سيارة تقل مراسلها في غزة إسماعيل ومرافقه المصور رامي بصاروخ موجه، مما أدى إلى استشهادهما على الفور”.
وطالبت شبكة الجزيرة “المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، ومنظمات حماية الصحافيين باتخاذ إجراءات عاجلة وعملية لوقف الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين والإعلاميين في غزة”. وتعهدت “باتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة لمقاضاة قتلة صحافييها”.
وقال مدير قناة الجزيرة أحمد اليافعي إن استشهاد الغول والريفي يعتبر خطوة إجرامية وجبانة، وضمن مسلسل التصعيد بحق التغطية الإعلامية “الشجاعة” التي يقوم بها مراسلو الجزيرة وفرقها المنتشرين على الخطوط الأمامية.
وأضاف اليافعي في تصريح لزملائه في قناة “الرأي والرأي الآخر”، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقدمت على استهداف فريق الجزيرة في مخيم الشاطئ بقطاع غزة ما أدى إلى استشهاد الزميلين المراسل إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي.
وأكد أن الشبكة تحمل جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لكل ما حدث، خصوصاً وأنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها طواقم الجزيرة بعد قتل المصور سامر أبو دقة. كما حمّل “المسؤولية في قتل الغول والريفي بالتضامن بين جيش الاحتلال والحكومة الإسرائيلية والطاقم السياسي الذي ظل يحرض منذ بدء الحرب في محاولة منه لإسكات صوت الحقيقة أمام كل آلة الإجرام الهمجية”.
وتحدث مدير قناة الجزيرة عن خصال مراسلها الراحل إسماعيل الغول الذي عرفه الجمهور عبر أصقاع العالم، وكيف ظل مع زميله الريفي وغيرهم من الزملاء ينقلون للجمهور تفاصيل الحكاية الصعبة منذ بدء الحرب.
واستشهد مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول والمصور المرافق له رامي الريفي، في قصف إسرائيلي استهدفهما، الأربعاء، في مدينة غزة أثناء تغطية إعلامية مرتبطة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأفادت الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلية لاحقت مراسلها والمصور بعد مغادرتهما مكان التغطية واستهدفت مركبتهما بالصواريخ.
وأظهرت مقاطع فيديو السيارة التي كان يستقلها الغول والريفي وقد تحولت إلى حطام، والدخان يتصاعد منها والدماء متناثرة على بقاياها، بعد استهدافها من قبل الاحتلال في مخيم الشاطئ وسط مدينة غزة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 155 صحافيا وصحافية، وتم تدمير 100 مقر لمؤسسات صحافية، واعتقال أكثر من 100 صحافي وصحافية، معظمهم ما زال رهن الاعتقال بسجون الاحتلال، كما تم إخفاء 4 صحافيين قسرا دون معرفة مصيرهم إلى اليوم، استنادا إلى تقارير حقوقية صادرة عن نقابة الصحافيين الفلسطينيين.
في خضم الحرب على غزة، أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً في أوائل نيسان/ أبريل يحظر بث وسائل الإعلام الأجنبية التي تعمل على تقويض الأمن في إسرائيل.
وبناء على هذا النص، وافقت الحكومة الإسرائيلية في 5 أيار/ مايو الماضي على قرار منع بث القناة في إسرائيل وإغلاق مكاتبها مدة 45 يوما قابلة للتجديد.