دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة إلى الوقوف جنبا إلى جنب “كي ينتصر التحضر”، زاعما “نحن على مفترق تاريخي وفي صراع بين الوحشية والتحضر”.
وهاجم نتنياهو المناهضين لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قائلا إن “الكثير من المتظاهرين ضد إسرائيل اختاروا أن يقفوا مع الشر ومع حماس ويجب أن يشعروا بالعار”. وأضاف أن هؤلاء “يريدون تدمير الولايات المتحدة أيضا”، وأن “إيران تمول المتظاهرين خارج الكونغرس الآن”.
وقال نتنياهو إن “المتظاهرين يرفضون التمييز بين دولة إسرائيل الديمقراطية وحماس الإرهابية”، إذ إنهم “يرددون شعار من البحر إلى النهر لكنهم لا يدركون معنى ذلك”، مشيرا إلى أن “معاداة السامية هي أقدم نوع من الكراهية وأدت إلى قتل اليهود عبر القرون وإلى الهولوكوست”.
وزعم نتنياهو أن فلسطين المحتلة كانت منذ نحو 4000 عام موطنا للشعب اليهودي وستظل دائما كذلك، مؤكدا أن القدس المحتلة ستظل العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل ولن يتم تقسيمها.
وهاجم، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي توقف الحضور للتصفيق له مرات عدة، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قائلا إنه “اتهم إسرائيل دون دليل بتجويع سكان غزة وهذا هراء وتلفيق”. وزعم أن “سكان غزة يعانون الجوع لأن حماس تسرق المساعدات الغذائية”.
كما زعم نتنياهو أن حماس تنشر الأكاذيب للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، وأن “عدد الضحايا في حرب غزة هو الأقل في تاريخ حروب المدن”.
وقال إن “حماس تريد موت مزيد من المدنيين وتشويه سمعة إسرائيل للضغط علينا لإنهاء الحرب قبل تحقيق النصر”، شاكرا واشنطن على “الاعتراض على الادعاءات الزائفة للمحكمة الجنائية الدولية”.
وتابع نتنياهو ادعاءاته بالقول إن”أكاذيب محكمة الجنايات الدولية تحاول تقييد يد إسرائيل ومنعنا من الدفاع عن أنفسنا. لا ينبغي إدانة جنود إسرائيل الأبطال بسبب الطريقة التي يديرون بها الحرب في غزة بل يجب الثناء عليهم”. وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون الهدف التالي إذا تم تقييد يد إسرائيل. فحينما نقاتل حماس وحزب الله والحوثيين فنحن نقاتل إيران”.
وأردف “إيران تدرك أنها يجب أن تسيطر على الشرق الأوسط أولا من أجل مواجهة الولايات المتحدة. حربنا هي حربكم وأعداؤنا هم أعداؤكم ونصرنا هو نصر للولايات المتحدة. نحن لا نحمي أنفسنا فحسب بل الولايات المتحدة أيضا”.
وزعم نتنياهو أن “النصر يلوح في الأفق وهزيمة حماس ستكون ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني”.
وعبر عن تطلعه “إلى تحالف جديد في الشرق الأوسط يكون امتدادا لاتفاقات أبراهام”، قائلا إنه يجب دعوة كافة الدول التي ستصنع السلام مع إسرائيل للانضمام إلى هذا التحالف.
وفيما بتعلق بالجبهة الشمالية، قال إن “إسرائيل ستفعل ما عليها فعله لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية”.
وأكد نتنياهو أن “تسريع المساعدات الأمريكية لإسرائيل سيسرع إنهاء الحرب في غزة وتحقيق النصر”، مشيرا إلى أن تل أبيب “طورت مع الولايات المتحدة أكثر الأسلحة تطورا من أجل حماية أنفسنا”.
وعن مستقبل غزة بعد الحرب، زعم نتنياهو أن تل أبيب لا تسعى لاحتلال القطاع، لكنها تريد أن يبقى “تحت سيطرتها الأمنية”، وأن تكون فيه هناك “إدارة مدنية يقودها فلسطينيون لا يريدون تدمير إسرائيل”، قائلا “سنعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا العرب لنحول منطقة فقيرة ومضطربة إلى واحة للازدهار”.