بايدن يواجه تصدعات داخل حزبه تهدد ترشحه للرئاسة الأميركية

يكثف الرئيس الأميركي جو بايدن، مساعيه لاحتواء أزمة الثقة التي خلفتها "الليلة السيئة" وفق تعبير المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جون بيير.

ومنذ أن ظهر بايدن بمستوى ضعيف أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب، خلال المناظرة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، لم تتوقف المتاعب السياسية للرئيس الذي يواصل محاولات الخروج من مأزق ما بعد المناظرة الرئاسية، لكن رغم محاولاته المتكررة، لا تزداد الأمور إلا تعقيدا.

ودعا خمسة أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس بايدن إلى الانسحاب، بينما تجري خلف الكواليس تحركات أخرى، لا يرجح أن تحمل سوى الأخبار السيئة للمرشح الديمقراطي.

ومنذ أيام تتوالى الدعوات داخل الحزب الديموقراطي لحث بايدن على الانسحاب من الانتخابات الرئاسية، مشككة في قدرته على هزيمة المرشح الجمهوري ترامب.

في غضون ذلك، يكثف المرشح الديمقراطي تحركاته الانتخابية لطمأنة شكوك الناخبين، وتهدئة جوانب مختلفة من أزمة الثقة التي سببها له أداؤه الضعيف في مناظرة الـ27 من الشهر الماضي.

وتوجه بايدن، البالغ 81 عاما وهو كاثوليكي متدين ويعول على أصوات الناخبين السود، إلى كنيسة ماونت إري، في مدينة فيلادلفيا، حيث شوهد وهو يدندن ويربت على ركبته، فيما يستمع إلى تراتيل جوقة الغوسبل.

واكتفى بإشارة مبطنة إلى الأزمة التي تهز ترشيحه لولاية ثانية منذ مناظرته الكارثيه مع منافسه الجمهوري.

وقال في كلمة مقتضبة "أعرف (..) أبدو وكأني في سن الأربعين. لكن لدي خبرة كبيرة"، مؤكدا "ما من أحد منا كامل".

وأضاف "يجب أن نوحد البلاد مجددا. هذا هدفي. وهذا ما سنحققه"، فيما راح الحضور يصرخ "أربع سنوات إضافية"، في إشارة إلى دعمهم لاستمرار بايدن في الترشح.

وأمام المرشح الديموقراطي الكثير ليقوم به لمحو الانطباع الكارثي الذي خلفته مناظرته في مواجهة ترامب في الـ 27 حزيران/يونيو.

ولم يتمكن من القضاء تماما على الشكوك بشأن قدرته على مواصلة حملته، بعد مقابلة متلفزة أجراها مساء الجمعة.

وقال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي المقرب من الرئيس، "أرى أن الرئيس يجب أن يقوم بالمزيد"، مشيرا إلى أن الأسبوع المقبل "حاسم للغاية". وحثه على التقرب من المواطنين وزيادة عدد اللقاءات دون الاعتماد على الخطابات المكتوبة.

وأضاف السيناتور في مقابلة مع محطة "سي أن أن"، "أعتقد أنه يجب القيام بكل ذلك في الأيام القليلة المقبلة. الوقت ينفد. هذا الأسبوع مهم للغاية وحاسم بالنسبة للبلاد وللرئيس".

من جهته، قال النائب الديمقراطي البارز آدم شيف، على قناة "أن بي سي" إن هناك "سبب واحد وراء تقارب السباق بين ترامب وبايدن، وهو عمر الرئيس".

وقبل ذلك، دعا زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز إلى اجتماع أزمة (افتراضي) للنواب الديموقراطيين لمناقشة أفضل طريقة للمضي قدما، مع عودة الكونغرس للانعقاد في الأيام المقبلة.

لكن الأسوأ من كل ذلك، محاولة السناتور الديموقراطي مارك وارنر، تنظيم اجتماع مماثل في مجلس الشيوخ، يحث على جمع الأصوات لمطالبة بايدن بالانسحاب.

وسبق أن طلب خمسة نواب ديموقراطيين من بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي في تشرين الثاني/نوفمبر.

ولم تنجح مقابلة طال انتظارها، أجراها بايدن يوم الجمعة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز)، في تخفيف مخاوف نواب الحزب الديمقراطي والمتبرعين للحزب.

وفي تلك المقابلة قال بايدن إن "القدرة الإلهية" وحدها هي القادرة على إقناعه بوقف حملته، مستبعدا احتمال أن يجتمع قادة الحزب الديمقراطي معا لمحاولة إقناعه بالتنحي.