دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جميع الدول الغربية لممارسة الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بالطائرة الرئاسية أثناء عودته من كازاخستان التي زارها للمشاركة في قمة شنغهاي.
الرئيس التركي أعرب عن أمله في التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار بغزة، نتيجة للضغوط الغربية التي طالب بممارساتها على إسرائيل.
وأضاف: "للأسف ثمة دول وجهات غربية تتبنى نهجا يُشجع على حرب عالمية ثالثة".
وتابع: "من المؤسف أن حلفاءنا يتركوننا وحدنا وهو ما يتعارض مع روح وحدة الناتو بل ويظهرون موقفا يشجع المنظمات الإرهابية".
وفي سياق آخر، علق أردوغان على معاقبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مدافع المنتخب التركي ميريح ديميرال بالحرمان من مباراتين في بطولة أمم أوروبا 2024.
وقال أردوغان إن "ديميرال" عبّر عن فرحته بهذا الشكل (رفع إشارة الذئب الرمادي)، مبينا أن الخارجية التركية "استدعت مسؤوليهم واتخذت الخطوات اللازمة".
وفي الملف الأوكراني، قال أردوغان إنه ناقش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش قمة شنغهاي، مسألة الوساطة التركية بين موسكو وكييف.
وأضاف أنه تباحث أيضا مع بوتين مسألة فتح ممر لشحن الحبوب إلى دول إفريقيا وغيرها من البلدان المحتاجة، مبينا أن لمس مقاربة إيجابية لدى بوتين في هذا الخصوص.
وأكد أنه أجمع مع بوتين على مواصلة المباحثات والاتصالات حول ملف الحبوب، خلال المرحلة المقبلة أيضا.
وأعرب أردوغان عن أمله كذلك في إعادة إحياء اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود الذي أعلنت روسيا في يوليو/ تموز 2023 رفضها تمديده حتى تنفيذ الجزء المتعلق بها أيضا.
وبشان منظمة شنغهاي للتعاون، أكد الرئيس التركي رغبة بلاده في حضور قمم المنظمة بصفة "عضو" مثل باقي الدول لا فقط كشريك حوار، كما هو الحال منذ 12 عاما.
وأوضح أن أغلب أعضاء المنظمة من بلدان منظمة الدول التركية التي قال إن العلاقات بينها وبين تركيا جيدة للغاية، فضلا عن العلاقات الجيدة بين أنقرة وموسكو وبكين، الأعضاء في المنظمة نفسها أيضا.
وأفاد بأنه ليس من المستبعد أن تكون تركيا ضمن الدول الأعضاء للمنظمة، مردفا: "لكن قد يستغرق ذلك بعض الوقت".
وفيما يخص العلاقات بين انقرة وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، قال أردوغان إنهم ينقلون للحلف دوما توقعات تركيا، مع التأكيد على مخاوف أنقرة الأمنية، وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
الرئيس التركي أضاف أن بلاده تكافح الإرهاب منذ سنوات طويلة، معربا عن أسفه إزاء ترك تركيا وحيدة من قبل حلفائها لدى "ناتو"، في هذا المجال، واصفا الأمر بـ"المتناقض مع روح التحالف والتضامن بين الحلفاء".
ونقل أردوغان حوارا دار بينه وبين بوتين خلال لقائهما في شنغهاي، حيث سأل نظيره الروسي "متى سنصل إلى السلام؟"، في إشارة إلى الحرب الأوكرانية، ليجيبه بوتين بـ"ليس هناك جدول زمني بخصوص ذلك، والأمر مرتبط بجهود الوسطاء أمثالكم".
وتابع: "نحن في تركيا نعمل على وضع ثقلنا وبذل أقصى جهودنا في هذا الخصوص، ونتمنى انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ونتابع الأمر عن كثب سواء من خلال وزير خارجيتنا أو وزير دفاعنا".
أردوغان أشار إلى أن أطروحته "العالم أكبر من خمس" والتي يرددها منذ سنوات، هو الحل الملموس الذي تطرحه تركيا "لإزالة مخاطر الحرب الكبرى"، القائمة حول العالم في الوقت الراهن.
ولفت إلى أن الحل يتمثل في إصلاح النظام العالمي، وتأمين امتثال الجميع للقانون الدولي وعدم التمييز بين أحد.
وعلى صعيد التطورات في قطاع غزة، قال أردوغان إن "حماس وافقت على مسودة وقف إطلاق النار مع طلب بعض التعديلات".
وأضاف أنه من المرتقب أن يزور رئيس "الموساد" الإسرائيلي ديفيد بارنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة، وأن يتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتباحث حول الموضوع نفسه.
وأردف: "نأمل أن يتم التوصل خلال أيام إلى وقف نهائي لإطلاق النار في غزة، بعد اتصال الرئيس الأمريكي مع المسؤولين الإسرائيليين، لتتوقف بذلك المجازر التي ترتكبها إسرائيل".
وقال أردوغان إن إسرائيل وكما أنها لم تحصل على نتيجة من التحصينات التي قامت بها على أراضيها، فإنها لن تحصل على أية نتيجة أيضا من التحصينات التي تقوم بها على أراضي إدارة قبرص الرومية.
وعلى صعيد آخر، انتقد أردوغان التمييز بين رموز وإشارات المنتخبات الوطني لكرة القدم، وردود الأفعال إزاء رفع أحد لاعبي المنتخب الوطني التركي إشارة "الذئب الرمادي" عقب مباراته مع النمسا.
وأوضح الرئيس التركي أن اللاعب ميريح ديميرال عبّر عن فرحته بهذا الشكل (رفع إشارة الذئب الرمادي) عقب تسجيله الهدف والتأهل إلى الربع النهائي لبطولة أمم أوروبا.
وأكد أن الخارجية التركية "استدعت مسؤوليهم واتخذت الخطوات اللازمة"، مشيرا إلى اعتزامه التوجه إلى ألمانيا لحضور مباراة التأهل إلى النصف النهائي بين المنتخب التركي والهولندي.