نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا قالت فيه إن رسالة الولايات المتحدة لحزب الله هي: “لا تعول علينا لكي نوقف هجوما إسرائيليا ضدك”.
وفي التقرير الذي أعدته ناحال توسي وإيرين بانكو ولارا سيغلمان قالت فيه إن الرسائل القادمة من المسؤولين الأمريكيين تشي بأنهم استسلموا لاحتمال تصعيد النزاع بين حزب الله وإسرائيل.
ففي الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الأمريكيون منع حرب أكبر في الشرق الأوسط، إلا أنهم حذروا حزب الله قائلين: “لا تفترضوا أن واشنطن قادرة على منع إسرائيل من مهاجمتكم”.
وتزعم المجلة أن الرسالة الأمريكية تهدف إلى إقناع الجماعة الشيعية اللبنانية بخفض التوتر في الأزمة التي تتكاثف عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وذلك حسب شخص مطلع على النقاشات.
وتقول المجلة إن الرسالة الصريحة القادمة من الولايات المتحدة تظهر استسلاما أمريكيا لاحتمال تحرك إسرائيل في الأسابيع المقبلة ضد حزب الله وشن هجوم كبير.
ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن حزب الله بحاجة لأن يفهم أن واشنطن ستقدم الدعم لإسرائيل، كي تدافع عن نفسها لو انتقم حزب الله.
وأكدوا على أهمية فهم الجماعة اللبنانية أن أمريكا لن تتصرف وتحاول كبح القرار الإسرائيلي.
وقال الشخص إن الرسالة الأمريكية مررت بطريقة غير مباشرة، نظرا لعدم محاورة أمريكا مع الجماعة اللبنانية التي صنفتها الخارجية الأمريكية على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. فالإدارة تعتمد على الرسائل العامة والوسطاء. وسافر المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، عاموس هوكشتاين وعدد آخر من المسؤولين الأمريكيين إلى المنطقة في محاولة لإقناع الطرفين، حتى في ظل الإحساس في واشنطن وأبعد منها من أن التصعيد بات محتوما.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي: “على إسرائيل عمل ما يجب عمله”. ويخوض حزب الله وإسرائيل منذ بداية حرب غزة في أكتوبر العام الماضي، حربا بوتيرة منخفضة، حيث تبادل الطرفان النيران وعمليات القتل المستهدف.
وتضيف المجلة إلى أن المواجهات بين حزب الله وإسرائيل وصلت مستويات عالية في الأسابيع الماضية مع تراجع وتيرة الحرب في غزة. وعلق ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: “نرى بوجوب التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية والذي يمنع عشرات الآلاف من العائلات على جانبي الحدود من العودة إلى بيوتهم”.
ولم تحصل المجلة على تعليقات فورية من وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض. وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، واشنطن لمقابلة مساعدي الرئيس جو بايدن، حيث تركز النقاش معهم حول الأزمة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. وقال المسؤولان، إن إدارة بايدن ستدعم إسرائيل من أجل الدفاع عن نفسها في أي سيناريو مع حزب الله. ويشمل الدعم كل شيء، بما في ذلك تحديث الذخيرة للقبة الحديدية وتقديم الخبرات والمعلومات الاستخباراتية.
وقال المسؤولان إن الولايات المتحدة في حالة تعرض إسرائيل للخطر، قد تتدخل وتقدم الدعم العسكري مباشرة. ولا يظهر أن القادة الإسرائيليين قد اتخذوا قرارا نهائيا بشأن ما يجب عمله على الحدود الشمالية. وعلق مسؤول أمريكي بارز قائلا عندما يتعلق النقاش بالإسرائيليين فـ”التركيز هو على حقن واقعية في حسابات بيبي”، في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويعتقد المجتمع الاستخباراتي الأمريكي أن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، لا يرغب بمواجهة مع إسرائيل. ولكن تقييمهم هذا الشهر للمخاطر نابع من سوء تقدير أي من الطرفين. وتعاني القوات الإسرائيلية من حالة إجهاد بعد أشهر من القتال في غزة الذي لم ينته بعد.
ولكن المسؤولين الإسرائيليين قدموا في حواراتهم مع المسؤولين الأمريكيين جدالا مقعنا حول أهمية ضرب حزب الله، عاجلا وليس آجلا. فقد أجلت إسرائيل سكان البلدات الشمالية المتاخمة للحدود اللبنانية في أعقاب هجمات حماس العام الماضي. وأدت خسارة هذه التجمعات السكانية لتقويض قدرة إسرائيل للسيطرة على طول الحدود، وهذا موضوع حساس لتل أبيب القلقة على أمن حدودها. وتريد إسرائيل عودة النازحين إلى مجتمعاتهم قبل بدء فصل الخريف وإلا اضطرت العائلات لتسجيل أبنائها في المدارس التي لجأت إليها. وحتى لو ضربت إسرائيل حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى، وردّ الحزب، فعندها سيهجّر المزيد من السكان.
وناقش الإسرائيليون أن الدعم الأمريكي لهم علنا قد يجبر حزب الله على خفض التوتر والموافقة على وقف إطلاق النار. ويعتقد المبعوث الأمريكي هوكشتاين أنه يحقق تقدما مع الإسرائيليين، حسب شخص مطلع على الوضع، وليس سابقة نجاح الدبلوماسية الأمريكية في نزع فتيل الأزمة، فقد أقنعت أمريكا إسرائيل بعدم ضرب حزب الله في الأيام التي أعقبت هجمات تشرين الأول/ أكتوبر.
لكن الإسرائيليين مصممون هذه المرة، وربما تنجح أمريكا بالتأثير على حجم العملية ومداها. ولا يعرف الخيارات التي تفكر بها إسرائيل ضد حزب الله، فقد تنجح غارات جوية بردعه، وقد تؤدي عملية عسكرية برية لإنشاء منطقة عازلة، وربما تستخدم إسرائيل الغارات الجوية والغزو البري.
لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال سي كيو براون، حذّر إسرائيل. وأخبر الصحافيين الذين رافقوه أنه لو اندلعت حرب واسعة بين الحزب وإسرائيل، فقد تجد أمريكا صعوبة في الدفاع عن الدولة العبرية كما فعلت في 13 نيسان/ أبريل بعد إطلاق إيران وابلا من الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل. وذلك لأن حزب الله أقرب من الناحية الجغرافية لإسرائيل من إيران، ولهذا فأي هجوم يحتاج إلى رد سريع ولأن حزب الله لديه صواريخ أكثر من حماس.