الفايننشال تايمز : الحرب الشاملة مسألة وقت والتوتر بين "اسرائيل " ولبنان بلغ ذروته

Nasrallah-speech-June-19-2024-angry-1024x568.png

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” افتتاحية حذرت فيها من الانزلاق الخطير بين إسرائيل وحزب الله نحو حرب شاملة.

فبعد أشهر من الاشتباكات على جانبي الحدود بين حزب الله وإسرائيل، تصاعدت اللهجة بينهما لمستويات خطيرة ومثيرة للقلق. وتقول إسرائيل إنها صادقت على “خطط عمليات للهجوم في لبنان”، أما حزب الله المدعوم إيران، فقد أعلن أنه سيخوض حربا بدون أن يلتزم فيه بأي شروط أو حدود.

وربما كانت التهديدات مجرد تبجح، إلا أنها تزيد من مخاطر سوء التقدير وقد تقود إلى حرب شاملة. وعليه يجب وقف “عمليات الإيقاع بالمصيدة المتهورة”.

وتؤكد التصريحات الصاخبة على اللعبة الخطيرة التي يمارسها الطرفان منذ أشهر. وبدأت المواجهات بعد هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس ضد إسرائيل، حيث أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل في اليوم التالي. وتبادلت الجماعة اللبنانية والدولة العبرية النيران بقوة شديدة، حيث ضربوا في العمق وتجاوزوا الخطوك الحمر التقليدية.

وفي أي وقت آخر، كان هذا سيعتبر نزاعا شاملا، فقد قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 300 مقاتل من حزب الله. فيما قتلت هجمات الحزب جنودا إسرائيليين وتم تشريد عشرات آلاف المدنيين على طرفي الحدود.

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط من أجل توسيع الحرب على لبنان، ودفع مقاتلي حزب الله بعيدا عن الحدود وتطمين الإسرائيليين الذين يعيشون في الشمال بأن المنطقة آمنة ويمكنهم العودة إلى بيوتهم.

ويعتبر حزب الله المسلح بترسانة متقدمة من الصواريخ من أقوى الجماعات الوكيلة لإيران في الشرق الأوسط. إلا أن آخر شيء تريده إسرائيل هو التورط في مواجهة أخرى، بعد أشهر من الغارات الإسرائيلية التي غيرت الدينامية على الأرض ودفعت بعض مقاتلي حزب الله بعيدا عن الحدود، بحسب الصحيفة.

وفي الحروب الإسرائيلية السابقة على لبنان، فشلت تل أبيب في تدجين أو إضعاف حزب الله. وفي عام 2006، تكبدت إسرائيل نكسة في الحرب التي استمرت لشهر مع الحزب.

وبعد ثمانية أشهر من النزاع المدمر في غزة، فإن إسرائيل لم تحقق أهداف نتنياهو الرئيسية: محو حماس والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين أخذتهم حماس في 7 أكتوبر.

ورغم ضعف قدرات حماس، إلا أنه حتى المسؤولين الإسرائيليين البارزين باتوا يعترفون اليوم أن تدمير الحركة الفلسطينية غير ممكن، واعتمدوا في تقييمهم على تجذر أيديولوجية حماس في المجتمع الفلسطيني.

وبالمقارنة، يمثل حزب الله عدوا أقوى وأشرس، فهو من أكبر الجماعات تسليحا في العالم، ولديه صواريخ ومسيرات موجهة ضد إسرائيل. إلا أن الحزب لا يريد الحرب.

فالهجمات المدروسة والضربات الأخرى مثل نشر فيديو لمواقع عسكرية إسرائيلية جمعتها مسيرة تابعة للحزب قرب حيفا، هي من أجل إظهار أنه قادر على الوصول والضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة. ولكن حزب الله، هو حزب سياسي رئيسي في لبنان، البلد الذي يعيش أزمة اقتصادية وسياسية وفي خطر الانهيار في حالة حدث الغزو الإسرائيلي.

وترى الصحيفة أن هناك طريقا لتجنب الحرب، على شكل وساطة أمريكية، بحيث تقود لسحب حزب الله مقاتليه من الحدود، ووقف إسرائيل توغلها في لبنان وحل الخلافات الحدودية الطويلة.

ويعمل المسؤولون الأمريكيون على صفقة إسرائيلية- لبنانية عندما يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة. لكن يجب على الولايات المتحدة وحلفائها مضاعفة جهودهم لاحتواء الجبهة اللبنانية حتى قبل نهاية الحرب في غزة. ويجب منع حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط.