توفي ما لا يقل عن 323 حاجا مصريا خلال أداء فريضة الحج في مكة المكرمة، معظمهم لأسباب مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، حسبما أفاد دبلوماسيان عربيان لوكالة فرانس برس، الثلاثاء (18 يونيو/ حزيران 2024). وقال أحد الدبلوماسيين اللذين ينسقان استجابة بلديهما، إنهم "جميعهم ماتوا بسبب الحرارة" باستثناء شخص أصيب بجروح قاتلة خلال تدافع بسيط بين حشد من الحجاج، مضيفا أن الحصيلة مصدرها مشرحة المستشفى في حي المعيصم بمكة.
وأكد الدبلوماسيان أن 60 حاجا أردنيا على الأقل لقوا حتفهم أيضا، أي أكثر من العدد الرسمي الذي أعلنته عمّان في وقت سابق الثلاثاء والذي بلغ 41 وفاة. وبذلك ترتفع حصيلة الوفيات إلى 577، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وأضاف الدبلوماسيان أن العدد الإجمالي في مشرحة المعيصم، أكبر مشرحة في مكة، بلغ 550 جثة. ويتأثر الحج بشكل متزايد بتغير المناخ، وفق دراسة سعودية نشرت الشهر الماضي قالت إن درجات الحرارة في المنطقة التي يتم فيها أداء الشعائر ترتفع بنسبة 0.4 درجة مئوية كل عقد. وشارك هذا العام نحو 1.8 مليون حاج، منهم 1.6 مليون من الخارج، بحسب السلطات السعودية.
ويحاول عشرات الآلاف من الناس كل عام أداء فريضة الحج من دون الحصول على تأشيرات رسمية من أجل توفير المال، ما يجعل أداء المناسك أكثر خطورة لأن هؤلاء الحجاج غير المسجلين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق المكيّفة التي توفرها السلطات السعودية.
وقال أحد الدبلوماسيين اللذين تحدثا إلى وكالة فرانس برس الثلاثاء إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع "بالتأكيد" لأن عددا كبيرا منهم غير مسجلين. في وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولون سعوديون إنهم قاموا بإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص غير المسجلين من مكة قبل أداء الحج. ومن بين الدول الأخرى التي أبلغت عن وفيات خلال موسم الحج هذا العام تونس وإندونيسيا وإيران والسنغال.
وأعلنت السلطات التونسية عن وفاة 35 من حجيجها في البقاع المقدسة حتى اليوم الثلاثاء. وأوضحت وزارة الخارجية أن خمسة من بين الحجيج المتوفين هم من بين القادمين عبر نظام القرعة فيما البقية يملكون تأشيرات سياحية أو كانوا في زيارة أو عمرة. وأشارت إلى أن مناسك الحج لهذا العام تزامنت مع درجات حرارة عالية حيث يتنقل الحجيج إلى المشاعر المقدسة لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة.