مباحثات “مكوكية” في القاهرة.. “تفاؤل حذر” رغم “غموض” تل أبيب، وهذا ما تعهدت به واشنطن للحركة

435579_0.jpeg

شهدت القاهرة السبت 4 مايو/أيار 2024، مباحثات وصفت بـ"المكوكية" لإتمام صفقة تبادل ووقف إطلاق نار بين الاحتلال وحركة حماس، تحت ضغط مصري أمريكي، ووسط تفاؤل "حذر" بوجود نقاط تقدم جديدة في المباحثات، على الرغم من الموقف الإسرائيلي "الغامض" بسبب خشية بنيامين نتنياهو من ردود فعل حلفائه في الحكومة إيتمار بن غفير بتسلئيل سموتريش. 

حيث قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس لرويترز إن مفاوضي الحركة يخوضون في القاهرة محادثات مكثفة بشأن "هدنة محتملة".

وقال طاهر النونو، وهو مسؤول في حماس ومستشار لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "وفد الحركة بدأ اجتماعاته مع الإخوة الوسطاء في القاهرة لاستكمال مناقشات وقف إطلاق النار مع الوسطاء المصري والقطري، ونحن نتعامل مع المقترحات التي وصلتنا بكل جدية ومسؤولية وإيجابية".

وأضاف "أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن مطالبنا الوطنية والمتمثلة في وقف العدوان بشكل تام ومستدام، والانسحاب الشامل والكامل للاحتلال من القطاع مع عودة النازحين لأماكن سكناهم بلا قيود، وصفقة تبادل أسرى حقيقية مع الإعمار وإنهاء الحصار".

وقال مصدر أمني مصري لرويترز: "النتائج اليوم ستكون مختلفة عن كل مرة، وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط وتتبقى نقاط قليلة".

ولكن مسؤولاً إسرائيلياً قال السبت: "إسرائيل لن توافق تحت أي ظرف على إنهاء الحرب في إطار أي اتفاق لإطلاق سراح رهائننا"، في دلالة على أن الموقف الأساسي لم يتغير، بحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. 

ويتواجد في القاهرة أيضاً مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز منذ الجمعة، للمشاركة في المفاوضات والضغط لإتمام الصفقة. 

نقاط الاختراق 

بحسب قناة 12 الإسرائيلية، فقد حدث تحولان مهمان في المفاوضات وفقاً لمصدر رفيع المستوى وموثوق به، حيث نقل الأمريكيون من خلال القطريين والمصريين التزاماً لحماس بأن الحرب ستنتهي، سواء وافقت إسرائيل أم لا. 

بحسب المصدر، تعهدت واشنطن بأن الحرب ستنتهي بعد المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

بالإضافة إلى ذلك، تم إحراز تقدم فيما يتعلق بأسماء أسرى المحكومين المؤبدين الذين سيتم الإفراج عنهم، وذلك بعد بعض التنازلات الإسرائيلية في هذا الشأن.

وأعربت تل أبيب لأول مرة في الاقتراح الجديد عن استعداد ضمني لمناقشة إنهاء الحرب في غزة في المراحل المقبلة من المفاوضات. 

وتضمن الاقتراح الجديد الاستجابة لمطالب حماس الأساسية، مثل الاستعداد لإعادة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم بالكامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الممر الذي يعبر القطاع، والاستعداد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاقية.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل و"حماس" منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

وتتمسك "حماس" بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.

رفض إرسال وفد للقاهرة 

يأتي ذلك فيما رفض بنيامين نتنياهو إرسال وفد إلى القاهرة، "مفضلاً" انتظار رد حركة حماس على المقترح الأخير لصفقة التبادل، وهو ما لاقى ترحيباً من شريكي الائتلاف الحكومي إيتمار بن غفير وسموتريتش، واعتراض المعارضة وأهالي الأسرى في غزة.  

حيث قالت قناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان، إنّ نتنياهو لن يرسل الوفد إلى القاهرة قبل تلقي رد "حماس" بشأن المقترح المصري.  

من جانبه، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بقرار عدم موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، للمشاركة في محادثات صفقة تبادل الأسرى.

فيما زعم وزير المالية الإسرائيلي بتسالي سموتريتش أن ما وصفها بـ"صفقة استسلام" لتبادل الأسرى تنهي الحرب في غزة ستكون "كارثة" على إسرائيل.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن سموتريتش قوله: "صفقة الاستسلام التي تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل ستكون كارثة على إسرائيل"، وقال: "الحكومة الإسرائيلية لديها تفويض واحد فقط؛ هو النصر".

وتتهم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

حيث طالب زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، الليلة، لإتمام صفقة التبادل مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية (خاصة) عن لابيد قوله: "ينبغي على (بنيامين) نتنياهو، إرسال فريق التفاوض (الإسرائيلي) إلى القاهرة الليلة".

وأضاف: "يجب ألا تعودوا من دون إبرام صفقة وإعادة المحتجزين، لا يوجد هناك مهمة أخرى، لا شيء آخر لنفعله".

وتابع لابيد، حديثه: "لا يوجد شيء اسمه نصر دون التوصل إلى اتفاق وعودة المحتجزين".

فيما قالت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في بيان طارئ إن "الشعب الإسرائيلي يريد المختطفين أحياء ويوافق على دفع الثمن، لكن نتنياهو يفضّل التحالف مع بن غفير وسموتريتش". 

وقالت العائلات في البيان: "إن كان ثمن استعادة المختطفين وقف الحرب فيجب وقفها فوراً".

رفض التهديد بـ"رفح" 

في نفس السياق، توعد القيادي بحركة "حماس" عزت الرشق، مساء السبت، الجيش الإسرائيلي بـ"الفشل والهزيمة" في حال قرر اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

جاء ذلك في تصريح مقتضب للرشق على حساب الحركة بمنصة تليغرام، حيث قال: "يهددوننا باجتياح رفح، ونعدهم بالفشل والهزيمة".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى"، شاركت فيها فصائل فلسطينية أخرى في غزة، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة".

ومنذ ذلك الحين، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".