أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده رسخت مكانتها بصفتها "الدولة الأكثر تقديمًا للمساعدات" إلى قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة عقب اجتماع الحكومة التركية في العاصمة أنقرة، الثلاثاء.
وقال أردوغان: "تركيا رسخت مكانتها بصفتها الدولة الأكثر تقديما للمساعدات إلى غزة من خلال السفينة الخيرية التاسعة التي انطلقت اليوم بحمولة 3 آلاف و774 طنا".
وشدد أن تركيا لم تسمح ببيع أي مواد إلى إسرائيل يمكن استخدامها لأغراض عسكرية "حتى قبل وقت طويل من ارتكابها للمجازر في غزة".
وبيّن أردوغان أن "المنطقة حبلى بتوترات جديدة ما لم يتوقف الظلم والإبادة الجماعية في غزة".
وأشار إلى أن "صب الزيت على النار ومحاباة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار لن يفيد أحدًا".
وشدد أن بلاده لفتت إلى "خطر انتشار النار إلى المنطقة منذ اليوم الأول للأزمة في غزة".
وقال: "في وقت كنا نحاول فيه وقف إراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، بذلنا جهودا مكثفة على جميع المستويات لمنع تصاعد التوتر بشكل أكبر".
ولفت أن تركيا هي "البلد الذي قاد فرض قيود الصادرات لإسرائيل عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وأضاف: "على الرغم من هذه الحقيقة، تعرضت حكومتنا للأسف لاتهامات غير عادلة وجائرة وانتهازية".
وأردف: "مثلما احتضنا جيراننا السوريين عندما بدأ الصراع لأول مرة قبل 13 عامًا، وكما لم ندر ظهورنا للفارين من الحرب في أوكرانيا، وكما حشدنا مواردنا عندما نفث داعش إرهابه في العراق، وكما بذلنا الجهود لإنهاء النزاع بين إخواننا في السودان، سنواصل القيام بواجبنا الأخوي خلال أزمة غزة أيضًا".
وأشار أردوغان أن المخاطر التي كانوا يحاولون منعها خلال الأشهر السبعة الماضية بدأت تتحقق تدريجيًا.
وبين أن الأحداث التي وقعت خلال نهاية الأسبوع (الرد الإيراني على إسرائيل) تظهر ازدواجية المعايير التي يتبعها الغرب وإمكانية نشوب حرب قد تشمل المنطقة بأكملها.
واستطرد: "إجراء تقييم يعتمد على ليلة 13 أبريل (الرد الإيراني) فقط لن يكون موقفًا عادلاً ومنصفًا ومبدئيًا، ومنذ 7 أكتوبر تقوم الحكومة الإسرائيلية بخطوات استفزازية لنشر النار في المنطقة، واستهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق في انتهاك للقانون الدولي واتفاقية فيينا هو القشة الأخيرة".
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة بأول هجوم تشنه من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، فيما صرحت تل أبيب بعزمها الرد.
وشدد أن "من لم يرفعوا صوتهم ضد الموقف العدواني الإسرائيلي منذ أشهر بدأوا على الفور في سباق لإدانة الرد الإيراني، رغم أن نتنياهو هو من يجب إدانته أولاً".
وأكد أردوغان أن "نتنياهو يعرض حياة مواطنيه وشعوب المنطقة للخطر من أجل مد عمر حياته السياسية".
وحمّل أردوغان "نتنياهو وإدارته المتعطشة للدماء بالدرجة الأولى المسؤولية عن التوتر ليلة 13 أبريل"، مشددًا أن "التصريحات التي يتم الإدلاء بها دون قبول هذه الحقيقة لن تحقق أي فائدة في تخفيف التوتر".
وأكد أن تركيا زادت في اليومين الماضيين اتصالاتها من أجل الحيلولة دون صرف الأنظار عن "المجازر" في غزة.
ولفت أن وزير الخارجية هاكان فيدان أجرى مباحثات مع نظرائه الأمريكي والإيراني والبريطاني والأردني والأمين العام للأمم المتحدة بهذا الصدد، مبينًا أنه أجرى أمس الاثنين اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وتعهد أردوغان بمواصلة الاتصالات الدبلوماسية على مدار الأسبوع.
وأوضح أن "الضحايا الوحيدون منذ 193 يومًا هم سكان غزة المظلومون"، مشددًا على ضرورة تحرك "كل صاحب مسؤولية على رأسهم العالم الإسلامي والجامعة العربية".