بغداد تسأل "سرًا" عن حجم الرد الإيراني المحتمل وطهران تجيب

رام الله الإخباري

كشف مصدر عراقي رفيع المستوى عن اتصالات "سرية" جرت بين العراق وإيران، للاطلاع على حجم الرد على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

وتضمن ذلك، حث طهران على تجنيب بغداد ارتدادات الحرب، وعدم استهداف المصالح الأمريكية لديها.

يأتي ذلك، في وقت تخشى فيه أحزاب سياسية عراقية، من تأثيرات الحرب على النظام السياسي الحاكم في البلاد.

وقال المصدر لـ "إرم نيوز"، إن "الحكومة العراقية تحركت سريعًا عبر قنوات اتصال مباشرة مع الجانب الإيراني في محاولة لجس نبض طهران حول استهداف قنصليتها في دمشق، وهل سيكون الرد واسعًا أم سيقتصر على ضربة محدودة، إلا أن العراق لم يتلقَّ أي إجابات واضحة سوى أن طهران مصرة ومصممة على الرد".

وأضاف المصدر، أن "العراق حث طهران على تجنيبه ويلات الحرب فيما لو توسعت وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر فيها؛ لأن ارتدادات تلك الحرب ستكون وخيمة على العراق".

وكانت القنصلية الإيرانية في دمشق، تعرضت، في الأول من أبريل/نيسان الحالي، إلى قصف صاروخي أدى لتدميرها ومقتل قائدين عسكريين منهم الجنرال محمد رضا زاهدي، و5 مستشارين آخرين، يعملون جميعًا في سوريا.

وتأتي الاتصالات العراقية مع الجانب الإيراني قبيل أيام قليلة من زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن، والتي ستتمحور حول وضع قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية في العراق، وإمكانية جدولة انسحابها أو تمديد بقائها في البلاد.

ويبدو أن السوداني وفريقه يحاولون أن يكونوا حلقة الوصل الساعية إلى استقرار المنطقة، من خلال لعب سياسة الحياد، والاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الغريمين واشنطن وطهران، عبر الأنشطة الدبلوماسية، والزيارات رفيعة المستوى، والوساطات الساعية إلى فرض التهدئة في المنطقة، بحسب مراقبين.

بدوره، قال المحلل السياسي علي الشيخ، إن "القيادة العراقية سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية ركزت في خطاباتها على إبعاد العراق عن الصراعين الدولي والإقليمي، وعدم التخندق مع جهة على حساب جهة أخرى، ومواجهة تخبط بعض الأحزاب العاملة في الساحة السياسية العراقية التي تريد أن تتحصل على مكاسب فئوية على حساب المصلحة العامة للبلاد".

وأضاف الشيخ لـ"إرم نيوز"، أن "هناك مخاوف حقيقية من قبل أطراف سياسية فاعلة في العراق منها "دولة القانون"، والفتح، وعزم، وتقدم، وغيرها من تأثيرات الحرب الأمريكية الإيرانية في حال اندلاعها، وتأثيرها على النظام السياسي برمته، خاصة أن هناك مخاوف من تدخل بعض الفصائل المسلحة العراقية في تلك الحرب".

وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، حذّر، في وقت سابق، من "نهاية العراق حال نشوب الحرب بين إيران وأمريكا"، وأكد رفضه لزج البلاد في هذه الحرب وجعلها ساحة للصراع، داعيًا "كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس".

ارم نيوز