مشروب مميز في رمضان.. احذر من الإفراط في تناول عرق السوس

يُعتبر عرق السوس أحد المشروبات المميزة على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك. ويمتاز هذا الشراب بطعمه الحلو اللذيذ، لكنّه في الوقت نفسه كان سببًا في وفاة رجل أميركي عام 2020.

 

وذكرت تقارير أخرى حالات وفاة مماثلة في المجالات الطبية التي عانى فيها المرضى من زيادة مفاجئة في ضغط الدم أو انهيار العضلات أو حتى الموت.

 

وتظهر ردود الفعل السلبية بشكل متكرّر لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين يتناولون عرق السوس الأسود أكثر بكثير من الشخص العادي. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم عادة ما يستهلكون المنتج لفترات طويلة من الزمن.

 

هذا ما برز في حالة ذلك الرجل من ولاية ماساتشوستس الذي تبيّن أنّه يتناول كيسًا ونصف الكيس من عرق السوس الأسود يوميًا لمدة ثلاثة أسابيع.

 

وعرق السوس هو نبات مُزهر موطنه الأصلي أجزاء من أوروبا وآسيا، واسمها العلمي "Glycyrrhiza".

 

 و"Glycyrrhizin" المعروف أيضًا باسم حمض  Glycerrhizic"، هو المادة الكيميائية الموجودة في عرق السوس الأسود والتي تُعطي الحلوى نكهتها المميزة، ولكنها تؤدي أيضًا إلى آثارها السامة.

 

وذكر موقع "ستادي فايندز" (studyfinds.org) أنّ الكثير من الغليسيرهيزين تُخلّ بتوازن الصوديوم وإفراز البوتاسيوم، مما قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم وإزعاج إيقاع القلب.

 

كما تشمل الأعراض الأخرى للإفراط في تناول عرق السوس، التورّم وألم العضلات، والخدر والصداع.

 

وكشف فحص الرجل الذي توفي بسبب تناول الكثير من عرق السوس أنه عانى من مستويات منخفضة بشكل خطير من البوتاسيوم.

 

الفئات الأكثر تعرّضًا للخطر

يتناول بعض الأشخاص أدوية ومكمّلات غذائية أو صحية تحتوي بالفعل على عرق السوس، ممّا يزيد من خطر التأثيرات السامّة الناتجة عن تناول حلوى عرق السوس السوداء.

 

كما أنّ المرضى الذين يعانون من مستويات منخفضة من البوتاسيوم أو ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب، هم أكثر حساسية لتأثيرات عرق السوس المفرط.

 

إلى ذلك يحتفظ مرضى قصور الكبد أو الكلى بالغليسيرهيزين في مجرى الدم لفترات أطول، مما يزيد من خطر تعرّضهم لآثار ضارة.

 

تناول عرق السوس الأسود بشكل آمن

عند تناوله بكميات صغيرة من وقت لآخر، لا يُشكّل عرق السوس أي تهديد كبير للبالغين والأطفال الأصحاء.

 

ووجدت دراسة أُجريت عام 2024 في السويد، أنّ تناول 100 ملغرام من عرق السوس يومًيا، وهي كمية آمنة، لمدة أسبوعين كان كافًيا لرفع ضغط الدم بمعدل 3.1 ملم زئبق. كما كان لدى ربع المشاركين مستويات مرتفعة من البروتين في الدم، والذي يتم إنتاجه عندما يعمل القلب بجهد أكبر.

 

وفي هذا الإطار، نصحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأشخاص بتجنّب تناول أكثر من 2 أونصة من عرق السوس الأسود يوميًا لمدة أسبوعين أو أكثر.

 

كما حذّر بعض العلماء من الاستخدام الروتيني لعرق السوس في شكل مكمّل غذائي أو شاي لفوائده الصحية المزعومة، بما في ذلك علاج السعال المرتبط بمرض "كوفيد 19"، أو التهابات الجهاز التنفّسي الأخرى.

 

كما حذّرت مقالة تعود لعام 2012 من أنّ "الاستهلاك اليومي لعرق السوس ليس له ما يُبرّره على الإطلاق لأنّ فوائده ضئيلة مقارنة بالنتائج الضارة للاستهلاك المزمن".