الفنان حسام ابو عيشة ورمضان في القدس بنكهة غزاوية حزينة

اضطر الفنان المسرحي المعروف حسام ابو عيشة في شهر رمضان الحالي إلى التعامل بشكل مختلف مع الفعاليات التي يطلقها في كل رمضان عادة وذلك بسبب الحرب العدوانية على غزة هاشم .

وأوضح هذا الفنان المقدسي المهموم بقضايا شعبه الذي يتعرض للابادة حين يقول " أحاول أن أعكس في نشاطي الثقافي ولوحاتي الفنية واقع الحال الذي يمر به الشعب الفلسطيني، وأجتهد لتقديم فعالياتي الفنية ضمن هذا السياق".

وذكر ساخرا في بداية حديثه معنا " لقد تعودنا ان نقول ساخرين انه أسوأ رمضان يمر على المسلمين ولكن هذه المرة يبدو أن الأصح القول، أسوأ مسلمين مروا على رمضان ".
 

خصوصية القدس ..

وربط الفنان ابو عيشة تحركه وتفاعله الفني في رمضان بخصوصية وضع القدس التي تعتمد على أبناء شعبنا من الداخل الفلسطيني ومن مناطق الضفة الغربية حيث عاشت القدس قرابة خمسة أشهر ونصف في حالة شلل تام بسبب حرب غزة وقبل حلول الشهر الفضيل . وأشار إلى الضربة التي تلقاها القطاع السياحي وان مئة محل تعتمد على السياحة في البلدة العتيقة قد اغلقت ابوابها. وقال إن نسبة إشغال الفنادق متدنية جدا، لولا أهلنا في الداخل الذين بفضلهم حدث بعض الانتعاش النسبي في رمضان خاصة ليلتي الجمعة والسبت. ولكن هذا لا يكفي لتخفيف ورفع الحصار عن المدينة التي تعيش في حالة حصار وإغلاق منذ سنوات طويلة .

ناس وحراس ..

وشرح الفنان ابو عيشة ان الشأن الثقافي يتأثر بشكل طبيعي، بالركود الاقتصادي وخفوت الحراك الاجتماعي حيث ترك ذلك أثره على المشهد الثقافي. وعليه، اجتهدت في تقديم برنامجي التلفزيوني " ناس وحراس" الذي يعرض على 24 محطة فضائية، إذ تعرض كل حلقة ثلاث مرات على كل فضائية بما يعني 72 حلقة في اليوم الواحد، ليصل عدد مشاهدي البرنامج إلى 122 مليون، من المتشوقين لمشاهدة القدس ونبض الحياة اليومية في رمضان وما تشعه من روحانيات وأجواء إيمانية وانعكاس ذلك على حياة الناس في أنحاء الدنيا .

وأوضح ابو عيشة " حرصنا على تقديم البرنامج بعيدا عن إظهار أي نوع من المأكولات والمشروبات وكذلك عكسنا موقف المقدسيين الثابت في التماهي مع أهلهم في غزة الذين يتعرضون للإبادة حيث توقفوا عن الدعوة إلى الولائم والعزومات الرمضانية وكذلك الأمسيات وكافة أشكال الزينة الرمضانية، فلا يمكن الفرح بشكل مجزأ في هكذا وضع كارثي، لذلك كان البرنامج رصينا يراعي الحالة العامة ونفسية الشعب الواحد المتألم لما يحصل لإخواننا وأهلنا في غزة وخاصة الأطفال الشهداء الذين يتم استهدافهم بصورة هستيرية".

وأضاف ابو عيشة: "كما توقفت الأمسيات الفنية والغنائية في هذا الشهر واقتصرت على الأشكال الفنية ذات الطابع التراثي على غرار "حكواتي القدس مع حبي" بالتعاون مع المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي ، حيث أستعيد شخصية الحكواتي الشامية في الأماكن الأصلية كالمقاهي والجمعيات التي كانت تتعاطى مع الحكواتي مثل قهاوي زعترة ومنى والباسطي وعلون والتاج التي كانت تعمر بالرواد بعد صلاة التراويح " .

الحكواتي الرصين ..

فما العمل ..؟ لجأ الفنان أبو عيشة إلى تجسيد الحكواتي في مقهى أبو موسى في سوق القطانين وخان أبو خديجة في طريق باب السلسلة ، المستهدفان مباشرة من الجمعيات الاستيطانية وكذلك في الجالية الافريقية وبرج اللقلق وبعض المؤسسات الخاصة في البلد .

حكايا تراثية ..

ويقدم الفنان أبو عيشة نمطا حكواتيا، عبارة عن حكايا تراثية قديمة ولكن لها دلالات واسقاطات على واقعنا المعاش مع استخدام الأسلوب الرصين في العرض مراعاة لحساسية الظرف السياسي المأساوي .

للمسنين المقدسيين .. حصة ..

ولا ينسى الفنان ابو عيشة شريحة المسنين التي يخصها بشيء من الترويح عن النفس في هذا الجو الضاغط ومشاعر القهر القاتلة الحبيسة في صدور التاس، من جراء ما يحصل في غزة هاشم وذلك في صباحات القدس إلى جانب حكايا ابو عيشة الرمضانية - المصورة فيديو - على الفيسبوك والتي تعالج بعض السلوكيات السلبية في الشهر الفضيل .