منذ نحو 20 يوماً واسعار دواجن المائدة في تذبذب مستمر صعوداً وهبوطاً، وبيع اليوم الأحد، الكيلو من المزرعة بـ 10 شواكل ونصف الشيكل للكيلو الواحد، ويباع للمستهلك ما بين 17 - 22 شيكل، حسب آلية تنظيف الدواجن وتقطيعه، هذا السعر بحسب الدكتور حازم شاور التميمي، سيعود للانخفاض التدريجي خلال 10 أيام، نظراً للكميات المودعة في التربية، حيث ستتوفر الدواجن بشكل كاف، وهذا سيجعل اسعارها تنخفض بالتدريج.
وقال وكيل وزارة الزراعة طارق ابو لبن، بأن احتياج السوق الفلسطيني من دواجن المائدة أعلى بكثير مما هو متواجد، وهناك ارتفاع طفيف على اسعاره ومن المتوقع ان يشهد انخفاض على السعر خلال الفترة القادمة.
وأشار الدكتور التميمي، والذي يعتبر من أهم مربي الدواجن في جنوب فلسطين، الى ان هذا الارتفاع هو أقل مما كان عليه في العام الماضي، حيث كان يكثر الطلب عليه في السوق الفلسطيني والسوق الاسرائيلي، في تلك الفترة، واليوم هناك نقص في كميات الدواجن المعروضة للبيع، بسبب الاقبال الشديد على شراءه في شهر رمضان.
وأردف بالقول في حديثه مع مراسلنا في الخليل:" هناك ارتفاع بشكل عام على كافة السلع الغذائية، ويعتبر الدواجن سلعة أساسية في سلة المستهلك الفلسطيني، وهناك عوامل معروفة تؤثر على تذبذب الأسعار سواء ارتفاع او انخفاض، ولكن في الآونة الأخيرة ظهر عامل طارئ مهم وأثر بشكل سلبي على عملية تربية الدواجن وتوفرها في السوق الأ وهو الحالة "السيوأمنية" اضافة الى حالة عدم اليقين، والتي دخل فيها الجميع والقلق مما سيكون عليه الحال يوم غد او في اليوم التالي".
وأكد ان تذبذب الاسعار حاليا مرتبطة بالوضع "السيوأمني"، سواء في منطقة الشرق الأوسط او العالم بشكل عام، لوجود ارتباط وثيق بين سلاسل الغذاء وسلاسل التوريد العالمية.
منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وبعد ان فرض جيش الاحتلال اغلاق محكم بين المحافظات الفلسطينية، والمدن والبلدات والقرى والمخيمات، وهذه الاغلاقات عرقلت سلاسل التوريد في قطاع الدواجن كبقية القطاعات الأخرى، و واجه المزارعون الكثير من المشاكل خاصة في المواد الخام المستخدمة في تربية الدواجن، كالبيض وصيصان التربية والاعلاف والأدوية، بالاضافة الى حركة توريد الدواجن للأسواق من المزارع في شمال الضفة لجنوبها، وحتى داخل المحافظة الواحدة.
وفي هذا السياق، أوضح التميمي، ان مربي الدواجن لحقت بهم خسائر بسبب تلك الاعاقات، حيث لم يتمكن مزارعون من توفير الكيمات المناسبة من الاعلاف لمزارعهم، وارتفاع تكلفة النقل الداخلي، وهذا ساهم بشكل كبير في ارتفاع الاسعار، موضحاً بأن تكلفة الانتاج زادت على مربي الدواجن بسبب الاغلاقات.
وأردف بالقول:" صيصان التربية خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، كانت محصورة في منطقة واحدة وكذلك كميات الاعلاف، وعمليات النقل ارتفعت بشكل مضطرد، وفي ظل ذلك لم يتمكن المزارع من الحصول على الكمية المناسبة من الصيصان او العلف للتربية، وهذا أثر على كثير من المزارعين حيث قرر عدد لا بأس منهم التوقف عن التربية، في ظل حالة عدم اليقين التي دخلنا فيها، وهذا العامل أدى لرفع الاسعار، نظراً لعدم توفر دواجن بالشكل المطلوب في الاسواق".
وأكد الدكتور التميمي، أن مزارعين كثر لحقت بهم خسائر، بسبب الكثير من العوامل منها الأمراض والاغلاقات بين المحافظات، والذين استمروا في تربية الدواجن، لم يتعافوا بالشكل المطلوب لتعويض خسائرهم.
موضحاً بأن استمرار المزارعين في عملية التربية، يُساهم بشكل كبير في استقرار الاسعار، وان حدث خلل في سلسلة الانتاج، سيؤثر ذلك بشكل سلبي على الاسعار.