نيويورك تايمز: تزايد الغضب الإماراتي من اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية تتعرض لضغوط مع تزايد الغضب الإماراتي ضد "إسرائيل". 

وكتبت الصحيفة في تقرير لها، أن القصف الإسرائيلي المستمر منذ أشهر على غزة يساهم في تأجيج الغضب في جميع أنحاء المنطقة، وأصبح من الصعب العثور على مؤيدين إماراتيين للصفقة، وكان الاحتلال ودولة الإمارات قد وقعا على صفقة تطبيعية بوساطة أمريكية عام 2020 سمحت بالتعاون الاقتصادي بين الطرفين. 

وقال رجل أعمال إماراتي، كان قد روج ذات مرة للعلاقات الاقتصادية، لصحيفة نيويورك تايمز، إنه ترك مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي، وليس لديه أي شيء آخر ليقوله بهذا الخصوص. وأضاف أن بعض الإماراتيين، على الرغم من إحباطهم من الاتفاقيات، إلا أنهم يخشون التحدث علنًا خوفًا من اعتقالهم. 

فيما علق شاب آخر للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه، أن هناك إحساسًا متزايدًا بالنفور خاصة أنه يعيش بترف وأهل غزة يعانون، وأضاف أن العلاقة مع "إسرائيل" كانت محبطة، خاصة أن العديد من الإماراتيين نشأوا على النظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم إخوة يجب عليهم حمايتهم. وأكد أن اتفاقية التطبيع مع تل أبيب جعلته يشعر "كأن قيم بلاده معروضة للبيع". 

ويقول المحللون إنه من غير المرجح أن تنسحب الإمارات أو "إسرائيل" من العلاقات التطبيعية، فهي تظل شريان حياة دبلوماسي لـ"إسرائيل" بينما تتدهور علاقاتها مع الدول العربية الأخرى، فيما تمكنت الإمارات من الحصول على مليارات الدولارات في التجارة والعلاقات العامة مع الدول الغربية نتيجة للصفقة.

وقال محمد باهارون، رئيس مركز أبحاث دبي لنيويورك تايمز، إن المسار الحالي للحرب لا يبشر بالخير بالنسبة للاتفاقات أو لأمن الشرق الأوسط.

وساهم العدوان الإسرائيلي على القطاع في تدهور علاقة "إسرائيل" مع الدول العربية، وبهذا أصبحت سفارة الاحتلال وقنصليته في الإمارات البعثة الدبلوماسية الوحيدة التي تعمل بكامل طاقتها في العالم العربي. كما أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها لـ"إسرائيل"، مما جعل الإمارات الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن للناس فيها السفر مباشرة إلى "إسرائيل".

فيما جاءت أقوى تصريحات مسؤول إماراتي حتى الآن على لسان لانا نسيبة، ممثلة الدولة لدى الأمم المتحدة، في شهادتها الأخيرة أمام محكمة العدل الدولية. ونددت "بالهجمات الإسرائيلية العشوائية على قطاع غزة"، وقالت إن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية غير قانوني وطالبت بعواقبه.

وقالت أيضًا، في مؤتمر عقد في دبي الشهر الماضي، إن الحكومة الإماراتية ليست مستعدة لتمويل إعادة إعمار غزة دون مسار "لا رجعة فيه" إلى دولة فلسطينية.

وعلى الرغم من الضغوط، يقول المسؤولون الإماراتيون إن ليس لديهم أي نية لقطع العلاقات. 

ومع ذلك، حتى لو لم يكن وجود الاتفاقيات على المحك، فإن الشكل الذي ستبدو عليه العلاقة ليس مؤكدًا على الإطلاق، كما نقلت نيويورك تايمز عن العديد من المسؤولين الإسرائيليين والإماراتيين.

وأفادت نيويورك تايمز أن وجهات النظر الإماراتية تجاه "إسرائيل" أصبحت أكثر قتامة قبل الحرب أيضًا، وفقًا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو منظمة بحثية مؤيدة للاحتلال بشكل عام. وبحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2022، قال 71% ممن شملهم الاستطلاع في الإمارات إن الاتفاقيات كان لها تأثير "سلبي" على منطقتهم.