دراسة: السمنة متوارثة وينبغي التدخل المبكر للحد منها

كشفت دراسة أن السمنة تنتقل عبر الأجيال، في حين تبرز الجينات وأنماط الحياة من بين العوامل المحتملة للإصابة.

وسلط تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على نتائج دراسة حديثة تكشف عن علاقة قوية بين سمنة الوالدين واحتمال إصابة الأبناء بالسمنة المفرطة في منتصف العمر.

ووجدت الدراسة، التي أجريت في النرويج، وتتبعت أكثر من 2000 أسرة لمدة ثلاثة عقود، أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم من السمنة المفرطة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بواقع ست مرات في الأربعينات والخمسينات من العمر، مقارنة بالذين لديهم آباء يتمتعون بوزن صحي.

كما أن معاناة أحد الوالدين من السمنة المفرطة تزيد احتمالات إصابة الأبناء بها في منتصف العمر، بواقع ثلاث مرات.

الدراسة، وفق الصحيفة، هي الأولى التي توضح كيف أن السمنة في مرحلة البلوغ "تنتقل بين الأجيال"، والتي يعزوها العلماء في الغالب إلى مزيج من أنماط الحياة وعلم الوراثة.

وكانت هناك أبحاث سابقة أيضا كشفت أن السمنة لدى الأطفال مرتبطة بقوة بوزن آبائهم، ونسبتها إلى مجموعة من العوامل المتعلقة بأنماط الحياة العائلية المشتركة، حيث يتبنّى الأطفال الذين يعيشون تحت سقف واحد مع آبائهم نفس عادات الأكل وممارسة الرياضة التي يتبعها الوالدان.

وتلعب الجينات المشتركة أيضا دورًا؛ فبعض العائلات لديها جينات تجعل من الصعب مقاومة الطعام غير الصحي، لذلك هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.

من جانبها، أشارت الدكتورة ماري ميكلسن، من قسم طب المجتمع في جامعة "UiT Arctic" في النرويج، ومؤلِفة الدراسة، أن السمنة في مرحلتي الطفولة والمراهقة تميل غالبا إلى ملازمة الفرد في مرحلة البلوغ المبكر، وربما تستمر في منتصف العمر.

وأضافت أن الأطفال الذين عاش آباؤهم مع السمنة هم أكثر عرضة للعيش معها أيضا عندما يكونون في الأربعينات والخمسينات من العمر، بعد فترة طويلة من مغادرتهم منزل والديهم.

وخلصت الباحثة إلى أن مجموعة من الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية تساهم في انتقال السمنة عبر الأجيال، ما يستدعي علاج السمنة المفرطة التي تؤدي لاعتلال الصحة والوفاة المبكرة.

وتؤكد نتائج الدراسة ضرورة التدخل المبكر لكسر ما وصفتها "بدورة السمنة" بين الأجيال، التي تسبب عواقب صحية طويلة المدى.

ومن هنا، ينبغي استهداف العوامل التي تؤثر على انتقالها؛ لمنع تأثر الأبناء والأحفاد بها طوال حياتهم.

وتابعت الصحيفة أن الدراسة، التي سيتم تقديمها في المؤتمر الأوروبي للسمنة في البندقية في مايو القادم، شملت 2068 عائلة من النرويج، وأضافت إلى الأدلة التي تُظهر أهمية التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة لكسر حلقة السمنة، وتقليل الضغوط على الخدمات الصحية الوطنية.