مساع أممية لوقف القتال في السودان خلال رمضان

 يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، على مشروع قرار بريطاني لوقف القتال في السودان خلال شهر رمضان.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، دعا طرفي الصراع إلى احترام قيم شهر رمضان ووقف إطلاق النار، الأمر الذي فتح بابًا للأمل والتفاؤل بين السودانيين بأن نهاية الحرب قد اقتربت.

ويأتي التوجه الدولي بشأن إنهاء الأزمة السودانية، مقرونًا بتحركات محلية تقودها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، مع الاتحاد الأفريقي ودول الجوار، لمناقشة ضرورة وقف الحرب في السودان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إن "وقف الأعمال القتالية يجب أن يؤدي إلى توقف القتال بشكل نهائي في جميع أنحاء البلاد، ورسم طريق محدد نحو السلام الدائم للشعب السوداني".

وأبدى غوتيرش انزعاجه من الدعوات إلى تسليح المدنيين في بعض ولايات السودان من قبل الجيش السوداني، ومن تطورات أخرى تصب الزيت على النار، وتهدد البلاد بتجزئة أكثر خطورة، وبتفاقم التوترات الأهلية، ومزيد من العنف الإثني.

البرهان يرحب

وردًّا على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لطرفي الصراع السوداني بوقف القتال خلال شهر رمضان، أعلن الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، خلال جلسة مجلس الأمن، أنه تلقى رسالة من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، يرحب فيها بمناشدة الأمين العام لوقف العمليات العدائية خلال شهر رمضان.

وأضاف المندوب السوداني على لسان البرهان، أن "كل من يريد أن يُدخل هذه المناشدة إلى حيِّز العمل عليه أن يأتينا بآلية لتنفيذها والسودان سيرحب بها".

لجنة وطنية

من جهته رحـب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، بإعلان مندوب السودان في الأمم المتحدة، موافقة قائد الجيش على وقف العدائيات خلال رمضان، مقترحًا تشكيل لجنة وطنية لإنجاز اتفاق وقف العدائيات.

واعتبر الدقير موقف البرهان باستعداده لوقف إطلاق النار، يستحق الإشادة والترحيب مقرونًا مع التأكيد الإيجابي السابق من قائد قوات الدعم السريع على استعداده لوقف العدائيات دون قيدٍ أو شرطٍ عبر التفاوض مع القوات المسلحة حسب إعلان أديس أبابا الموقع بين الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطي "تقدم"، خلال يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال الدقير على منصة "إكس"، إن "ترحيب البرهان يجعلنا نتفاءل بإمكانية توافق الطرفين على وقف العدائيات، وبالتالي تخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسودانيين"، مشيرًا إلى أن شهر رمضان فرصة سانحة طيبة لتهدئة النفوس وفتح الطريق للحل السياسي السلمي".

‏واقترح الدقير إنشاء لجنة وطنية متفق عليها خلال الأيام الثلاثة القادمة، بتيسير تواصل الطرفين لإنجاز اتفاق وقف العدائيات خلال شهر رمضان المبارك وكيفية تنفيذه ومراقبته، وإن تعذر ذلك فيمكن أن يكون التواصل عبر ميسري منبر جدة أو عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسودان.

تفاصيل مشروع القرار

ويدعو مشروع القرار البريطاني الذي يصوت عليه مجلس الأمن، لوقف الأعمال العدائية في السودان فوراً قبل حلول شهر رمضان المقبل، ودعوة أطراف النزاع بالسودان إلى السعي لإيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار.

ويطالب مشروع القرار بإزالة أي عوائق وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط التماس، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وإعلان جدة.

ويشجع مشروع القرار البريطاني، المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان، رمطان لعمامرة، على استخدام مساعيه الحميدة مع الأطراف والدول المجاورة، لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية.

ويحث على مواصلة وتعزيز تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتسهيل إنهاء الصراع واستعادة انتقال ديمقراطي شامل ودائم بقيادة مدنية، مرحبًا بتعيين فريق رفيع المستوى للاتحاد الأفريقي معني بالسودان والاتحاد الأفريقي، والتزام الاتحاد بالعمل مع شعب السودان لإنهاء القتال ووضع عملية نحو سلام دائم وشامل وديمقراطية وعدالة في السودان.

ويعرب المشروع عن القلق البالغ إزاء انتشار العنف والحالة الإنسانية الكارثية والمتدهورة، وانعدام الأمن الغذائي خاصة في دارفور، والانزعاج إزاء التقارير المستمرة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي.

بدوره رحب القيادي بتنسيقية "تقدم" خالد عمر يوسف، بما ورد في مشروع القرار البريطاني المقدم لمجلس الأمن الدولي، بجانب ترحيبه بمناشدة الأمم المتحدة بإعلان هدنة إنسانية يتوقف فيها القتال خلال شهر رمضان.

وقال على منصة "إكس"، "إن الحرب بدأت خلال شهر رمضان العام الماضي، وها هي تقترب من إكمال عامها الأول، حيث عانى الشعب الأمرين جراء القتال، وآن الأوان أن يلتقط أنفاسه خلال الشهر المعظم".

وناشد قيادة القوات المسلحة والدعم السريع الاستجابة لهذه الدعوات الدولية بوقف القتال في رمضان، مبديًا أمله في أن تكون خطوة أولى نحو بلوغ سلام مستدام في السودان.

تحركات حمدوك

وتأتي هذه التطورات الدولية في وقت تسارعت فيه خُطى تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" برئاسة عبدالله حمدوك، خلال بحثها عن حلول للأزمة السودانية، حيث وصل اليوم الجمعة، وفد رفيع المستوى منها إلى القاهرة للتشاور مع القيادة المصرية حول جهود وقف الحرب، وإنهاء الأزمة في السودان.

وأكد مصدر لـ"إرم نيوز" أن وفد "تقدم" سيلتقي مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، مسؤول الملف السوداني، وعدداً من المسؤولين المصريين، كما سيلتقي قيادات سياسية ومدنية سودانية في القاهرة.

وتعد الزيارة التي تأتي ضمن تحركات مكثفة قامت بها تنسيقية "تقدم" خلال الفترة الماضية مع دول الجوار والمجتمع الإقليمي والدولي بشأن جهود إنهاء الصراع في السودان، هي الأولى من نوعها إلى القاهرة منذ اندلاع الحرب قبل 11 شهرًا.