أزمة البحر الأحمر قد تطول.. كبرى شركات الشحن تمضي بتحويل مساراتها

قررت شركات شحن كبرى المضي قدمًا في تحويل رحلاتها إلى رأس الرجاء الصالح عوضًا عن البحر الأحمر، مع توقعات باستمرار الأزمة لغاية النصف الثاني من 2024.

الواقع الأمني المتأزم في البحر الأحمر، واصل خلط أوراق كبريات شركات الشحن العالمية التي جددت تأكيدها استمرار الملاحة عبر رأس الرجاء الصالح عوضًا عن باب المندب.

هذا القرار، جاء بالتزامن مع تحذير الشركة الدنماركية العملاقة "ميرسك لاين" من أنها لا ترى بوادر حل للأزمة في الوقت الراهن، ما يجعلها مرشحة للامتداد حتى النصف الثاني من العام الحالي 2024.

في التفاصيل، فقد قررت مجموعة الخدمات اللوجستية العالمية "سي إتش روبنسون" الأميركية تغيير مسار ما يربو على 25 سفينة، وهو عدد مرشح للازدياد رغم التكلفة الباهظة للإبحار حول إفريقيا.

والأمر ذاته ينسحب على المزود العالمي للنقل البحري "ديانا شيبنغ"، إذ تراجع نشاط الشركة اليونانية وعملائها في فبراير/ شباط الحالي بواقع 40%.

كذلك هو الحال أيضًا مع الشركة البلجيكية "يوروناف" التي واصلت تلافي البحر الأحمر، وهي التي تمتلك 150 ناقلة نفط جاهزة وقيد البناء.

وهو ما ينطبق على زميلتها في ذات الصناعة مجموعة "فرونت لاين" القبرصية، التي تخشى على حمولاتها من الذهب الأسود.

بدورها، شملت عمليات التوقف عن الإبحار عبر خليج عدن العملاقة الفرنسية "سي إم إي سي جي إم"، والتايوانية "إيفرغرين" والنرويجيتين "غرام كار كاريرز"، و"هافنيا".

 كما ضمت القائمة كلًا من الكورية الجنوبية "إتش إم إم"، والألمانية "هاباغ لويد".

وعليه، تقرر شركات الشحن سلوك طريق أكثر بعدًا وإن لحق الضرر بعوائدها وعملياتها التشغيلية، مفضلة انتظار نتائج المعركة التي تدور رحاها قرب اليمن الذي تنطلق منه نيران الحوثيين نحو بعض السفن، والذي يشهد كذلك انتشارًا عسكريًا كثيفًا للولايات المتحدة وحلفائها.

في السياق، حذّر محافظ الحديدة الحسن طاهر أمس الأربعاء، من غرق السفينة البريطانية "روبيمار" بعد جنوحها قرب سواحل اليمن الغربية إثر استهدافها من قبل الحوثيين منذ أكثر من 10 أيام.

فقد أكّد طاهر أن السفينة "في وضع مأساوي وتوشك على الغرق بعد تسرب المياه إلى حجرة المحركات الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة بيئة كبيرة حال غرقها".

وتعرضت "روبيمار" لاستهداف من صواريخ الحوثيين وهي تحمل كميات كبيرة من مادة الأمونيا وزيوت، وكشفت السفارة البريطانية  باليمن إن "السفينة معرضة لخطر التسرب النفطي في البحر الأحمر".