لا تقدُّم” في مفاوضات القاهرة.. إعلام أمريكي يكشف عن “فجوة” تمنع التقدم باتفاق بين إسرائيل وغزة

255946.jpg

كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء 14 فبراير/شباط 2024، أن المحادثات التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء 13 فبراير/شباط، بين إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر، بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، "انتهت دون تحقيق تقدم ملموس".

موقع "Axios" الأمريكي نقل عن مصدر إسرائيلي قوله إن الفجوة التي تمنع الانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية تتمثل في عدد الأسرى الذين تطالب حركة حماس بإطلاقهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، خاصةً مقابل الجنود الأسرى.

أضاف الموقع أن التقدم الوحيد الذي أُحرز بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس هو فهم الفجوات التي يجب سدها للدخول بمفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق، مشيراً إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين سيعقدون محادثات مع حماس الأيام المقبلة، لفهم إذا ما كانت مستعدة لتقليص مطالبها من أجل الدخول في مفاوضات جادة، على حد تعبيره.

من جهتها، نقلت صحيفة "New York Times" الأمريكية، عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين، أن "الطرفين ما زالا بعيدين بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي"، لكن مضمون المحادثات كان جيداً رغم عدم إحراز بعض التقدم.

عن مصير المفاوضات بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، قال المسؤولون إنها ستتواصل عن طريق مسؤولين برتب أدنى، من دون توضيح مزيد من التفاصيل.

لا مؤشرات على إحداث تقدم

في تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة. وأضاف أن واشنطن تقوم بما في وسعها من أجل إعادة كل "المختطفين" إلى أسرهم.

كما نقلت وكالة "Associated Press" عن مسؤولين مطلعين قولهم إن إسرائيل وحماس أحرزتا تقدماً، نحو اتفاق يهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وأضافت أن مدة الاتفاق تصل إلى 6 أسابيع، وأنه مطروح على الطاولة، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل للتوافق عليه.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت الثلاثاء أن وفد إسرائيل غادر القاهرة من دون مؤشر على إحداث تقدم بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، في حين قال مصدر قيادي في حماس للجزيرة إنه لا وجود لأي وفد من الحركة في القاهرة حالياً. وأضاف المصدر أن الحركة لا تزال تنتظر نتائج اجتماعات القاهرة، وأن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء.

إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن اجتماعات القاهرة انتهت، وسط إصرار حركة حماس على موقفها بإنهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما لا تقبله إسرائيل، بينما لم يصدر بيان عن أطراف الاجتماع أو عن حركة حماس حتى الساعة 21:30 "ت.غ".

كما قالت الهيئة إن نتنياهو رفض خلال الأيام الأخيرة الماضية إطاراً لاتفاق جديد لتبادل الأسرى، دون أن توضح تفاصيله. وتابعت: "لهذا السبب ذهب الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بأيدٍ فارغة".

انتقاد المعارضة الإسرائيلية للحكومة

إلى ذلك، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الثلاثاء، موقف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من محادثات القاهرة بشأن صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، واعتبر أنها كانت "مجرد مستمع"، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

جاء ذلك في منشور لابيد على حسابه بمنصة "إكس"، تزامناً مع مفاوضات تستضيفها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

حيث قال لابيد: "لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تذهب إلى المفاوضات في مصر على أساس مجرد مستمع، وترفض تقديم ورقة الموقف التي صاغها المهنيون لأسباب سياسية".

كما أضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية: "وفي الأساس، لا يمكن أن تبذل جهات خارجية (لم يسمها) جهداً أكبر منا لإطلاق سراح مختطفينا من أنفاق حماس".

مباحثات صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس "إيجابية"

تجدر الإشارة إلى أن الوفد الإسرائيلي التقى في القاهرة رئيس المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحسب المصدر ذاته.

حيث نقلت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة المقربة من السلطات، عن مصدر مصري رفيع المستوى لم تكشف هويته، قوله إن "أجواء اجتماع القاهرة الرباعي إيجابية، واستمرار المشاورات على مدار الأيام الثلاثة القادمة".

سبق أن سادت هدنة بين حماس وإسرائيل لمدة أسبوع، حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

فيما تقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.