شرع البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، الإثنين، في مداولات خاصة لطرد نائب يهودي شيوعي لتوقيعه قبل شهر عريضة تتهم إسرائيل بالتورّط في عمليات إبادة ضد سكان قطاع غزة. وهو ما اعتبرته إسرائيل تحريضا ودعما لـ”الإرهاب”. وبالتزامن أُبعد النائب أحمد الطيبي من قاعته العامة وحرم من الكلام لمدة أسبوعين على خلفية انتقاده للحرب الوحشية.
وكان نائب من حزب “يسرائيل بيتنا”، الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، قد شرع في إجراءات إبعاد النائب عوفر كاسيف عن الكنيست، وهو ما يتطلب جمع موافقة 70 نائبا على الأقل من بين مجمل نواب الكنيست (120 نائبا). وحتى يتخّذ قرار الطرد ينبغي أن يصوّت مع القرار المقترح 90 نائبا، وهذا وارد في ظل حالة التوجه نحو اليمين، وكم الأفواه والتوجهّات الفاشية المتصاعدة داخل إسرائيل. وبعد انتهاء المداولات داخل “لجنة الكنيست” من المفترض أن يصوت، الثلاثاء، على المبادرة. وفي حال تم فعلا طرد كاسيف بدعم نواب من المعارضة أيضا هناك فرصة مفتوحة للتوجه لمحكمة العدل العليا.
وقبيل اتخاذ القرار، عبّر عشرات الأعضاء في الكنيست ومعهم وزراء سابقون، منهم وزيرا العدل السابقان دان مريدور ومئير شطريت، بشكل قاطع عن معارضتهم لعملية العزل، وطالب هؤلاء في عريضة بمعارضة سيرورة العزل موضحين: “إقصاء نائب لكونه ينشط ويعبر عن مواقف تثير غضب الأغلبية هو سابقة خطيرة وتجاوز لخط أحمر. له إسقاطاته على الحيز الديمقراطي والحلبة السياسية”، كما شددوا على أنّ المعنى المباشر للعزل هو شطب الكنيست من قائمة البرلمانات الديموقراطية”.
والموقعون هم النوّاب: أبراهام بورغ، أسامة السعدي، أڤشالوم ڤيلان، إيتي ليڤني، تسيلي ريشف، تمار غوجانسكي، جمال زحالقة، جمعة الزبارقة، حاييم (جومس) أورون، حنا سويد، دودي تسوكر، دوف حنين، رومان برونفمان، زهاڤا جلئون، زهير بهلول، سامي أبو شحادة، كيسينيا سفيتلوفا، طلب الصانع، عبد الله أبو معروف، عصام مخول، عفو اغبارية، عمرام متسناع، عنات مئور، غابي لاسكي، غالب مجادلة، كوليط أفيطال، محمد بركة، مسعود غنايم، موسي راز، ميخال روزين، نعومي حزان، يوسف جبارين؛ والوزراء السابقون: دان مريدور، مئير شطريت، يولي تمير، عوزي برعام ويعيل جيرمان.
يشار إلى أن المستشارة القضائية للحكومة قد أكدت أن تصريحات ومواقف كاسيف لم تتجاوز الخط الأحمر الجنائي لكنها لم تدع لرفض طلب الطرد.
ويوضح كاسيف لـ “القدس العربي” أنه يسدّد ثمنا باهظا لقاء مبادئه ومواقفه داخل الحلبة السياسية، وأنه يفضَل البقاء محط انتقادات وهجمات إسرائيلية طالما أن مواقفه إنسانية وتدعو للاعتزاز. وعن الحملة الحالية يضيف “يتهمونني بدعم كفاح مسلّح تقوم به حماس وهذا كذب وتزوير فقد سبق وانتقدت ما قامت به الحركة في السابع من أكتوبر لكنني أرفض بشدة ما قامت به إسرائيل قبل هذا التاريخ وبعده خاصة انتهاكها القانون الدولي والاعتداءعلى حقوق الفلسطينيين وإخراس الأصوات الناقدة لسياساتها خاصة عندما تصدر من الأحزاب العربية”. وينوه كاسيف لمؤتمر تهجير الفلسطينيين أمس، ويقول إن من سخرية القدر أن من يدعو للسلام والتسوية يحاسب ويلاحق بينما من يبث خطاب الكراهية ويدعو جهارا نهارا للترانسفير يصبح وزيرا في إسرائيل 2024″.
بالتزامن، قرر الكنيست منع النائب أحمد الطيبي من الكلام وإبعاده من قاعته لمدة أسبوعين بسبب أقواله ومواقفه ضد أعضاء اليمين، الذين طالبوا بقصف غزة بالقنابل النووية. وعقّب الدكتور الطيبي على ذلك بالقول لـ “القدس العربي”: “أنا مصمم على كل أقوالي ولا أتراجع عنها وسأستمر بمواقفي ضد الحرب والعدوان ونواب اليمين الفاشي رغم هذا القرار الجائر”.