ساعات قليلة تفصل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، عن دخول تاريخ آسيا عندما يواجه منتخب هونغ كونغ في آخر مبارياته في الدور الأول من بطولة آسيا التي تحتضنها قطر.

إذًا هي مواجهة أخيرة متبقية، تفصل الفدائي عن التأهل للمرة الأولى في تاريخه، حينما يلاقي منتخب هونغ كونغ، لحساب الجولة الثالثة من دور المجموعات، على استاد عبد الله بن خليفة في العاصمة الدوحة، عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت العاصمة القدس.

الفدائي الذي قدم أداء أكثر من رائع في اللقاء السابق أمام منتخب الإمارات وكان الأفضل طوال التسعين دقيقة وأهدر شلالا من الفرص السهلة أمام المرمى، لكن خانت لاعبيه اللمسة الأخيرة، وهو مطالب في لقاء اليوم بتحقيق الفوز بنتيجة كبيرة تكون كفيلة بتأهله إلى الدور القادم.

الجماهير الفلسطينية التي تعيش أياما صعبة وحزينة هذه الأيام في ظل المجازر والعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، وهي تنتظر من لاعبي منتخبنا تحقيق الفوز ولا بديل عنه، ليُكتب اسم فلسطين عاليا في تاريخ البطولة الآسيوية في المشاركة الثالثة تواليا لمنتخبنا.

منتخبنا الذي كان قد استهل مشواره في البطولة بهزيمة ثقيلة من المنتخب الإيراني القوي وأبرز المرشحين للقب بهدف يتيم لأربعة سجله تامر صيام الذي سجل الهدف الثاني لنا فقط في تاريخ مشاركاتنا الآسيوية، لكن الوضع تغير كثيرا في اللقاء الثاني أمام الإمارات وقدم أداءً لافتا لم يقدمه منذ سنوات عديدة، وكان الأقرب إلى الفوز خاصة أنه تحصّل على ركلة جزاء أهدرها تامر صيام.

الانتصار ولا شيء غيره، هو الخيار الوحيد المتبقي أمام منتخبنا، وهو ما أكده المدير الفني مكرم دبوب عندما قال: "لا بديل لنا عن الفوز على هونغ كونغ".

المدرب التونسي مطالب باللعب بتشكيلة هجومية بحتة منذ الدقيقة الأولى وحتى النهاية لتحقيق المراد بعيدا عن الحسابات وانتظار باقي نتائج المجموعات، لذلك عليه الزج بالنجم عدي الدباغ القادر على صنع الفارق رفقة زملائه، مع عدم التقليل من شأن منتخب هونغ كونغ المتطور الذي يعتمد على السرعة والهجمات المرتدة.

دبوب أشار إلى أن لاعبيه قادرون على الفوز والتأهل، شرط أن يلعبوا بالمستوى نفسه الذي تمت تأديته في الشوط الثاني أمام الإمارات.

من جانبه، أكد المهاجم تامر صيام أنه يأمل في تعويض جماهير بلاده عن إهدار ركلة جزاء أمام الإمارات في المباراة التي انتهت بالتعادل.

ويملك صيام 13 هدفاً مع فلسطين ويحتاج إلى هدف واحد لمعادلة الرقم القياسي لفهد العتال، وهو المدرب المساعد لدبوب.

وقال خلال مؤتمر صحفي: "الهدف الأول هو التأهل لا أن أكون الهداف التاريخي لفلسطين، لكن كل لاعب يطمح إلى كتابة اسمه في تاريخ فلسطين".

وأضاف النجم صيام، "إن شاء الله أسجل هدفاً لتعويض إهدار ركلة الجزاء أمام الإمارات، وأتمنى أن يكون التأهل من نصيبنا".

كل ما يحتاج إليه منتخبنا الآن، هو الانتصار بهدف على الأقل، لضمان التأهل كواحد من أفضل أربعة منتخبات حققت المركز الثالث في مجموعاتها، لكن ثمة حسابات أخرى قد تقود الفدائي إلى احتلال المركز الثاني من الإمارات.

من هذه السيناريوهات أن ينتصر الفدائي على هونغ كونغ بثلاثة أهداف نظيفة، مقابل خسارة الإمارات أمام إيران بهدفين دون رد على الأقل، وبذلك من الممكن أن يتساوى المنتخبان الفلسطيني والإماراتي بفارق الأهداف إلى جانب المواجهة المباشرة، ليحتكما حينها إلى اللعب النظيف الذي يخدم منتخبنا في هذه الحالة، نظراً إلى حالة الطرد بالبطاقة الحمراء، التي تعرّض لها المدافع الإماراتي خلال احتكاكه مع عدي الدباغ في المباراة الماضية.

يتواجد منتخبنا الوطني في المركز الـ99 عالمياً حسب آخر تصنيف للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للمنتخبات الوطنية، وفي المركز السابع عشر على مستوى المنتخبات الآسيوية.

ويضم الفدائي في صفوفه نخبة من اللاعبين، أبرزهم: عدي الدباغ، وتامر صيام، ومحمد صالح، ومحمود أبو وردة، وزيد القنبر، ورامي حمادة، ومصعب البطاط، وغيرهم من النجوم.

ويفتقد منتخبنا خدمات نجم وسط الميدان وصانع الألعاب الأنيق عطاء جابر، الذي قدم مستويات أكثر من رائعة خلال مشاركاته السابقة، إذ سيغيب عن المشاركة في المواجهة المقبلة بسبب تعرضه للإصابة.

يُذكر أن منتخب إيران يتصدر المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط بعد فوزين على فلسطين وهونغ كونغ ليضمن تأهله إلى الدور الثاني، وفي المركز الثاني يحل منتخب الإمارات برصيد 4 نقاط ثم منتخب فلسطين بنقطة واحدة وهونغ كونغ بلا رصيد.

ويتأهل إلى دور الـ16 من بطولة أمم آسيا أول فريقين في كل مجموعة، إلى جانب أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست.

أما منتخب هونغ كونغ الذي يضم في صفوفه العديد من اللاعبين المجنسين، خاصة من البرازيل، فإنه يحل في المركز الـ150 عالمياً حسب تصنيف "الفيفا"، لكنه يعد من المنتخبات الآخذة بالتطور بشكل ملحوظ.

ويضم منتخب هونغ كونغ مجموعة من اللاعبين المهمين، المخضرم وانج يانغ، إلى جانب المهاجم ذي الأصول البرازيلية "إيفرتون كامارغو".

وكان منتخب هونغ كونغ قد تعرض للخسارة في مباراتين بالبطولة جاءت الأولى أمام الإمارات بهدف مقابل ثلاثة، وخسر في الثانية أمام إيران بهدف دون رد، بعد أن تحسن أداء لاعبيه بشكل ملحوظ.

منتخبنا الوطني لم يلتقِ سوى في مباراتين فقط أمام هونغ كونغ، وكان ضمن تصفيات بطولة كأس العالم 2002.

وانتهت المباراة الأولى التي أقيمت في هونغ كونغ عام 2001 بالتعادل الإيجاب بهدف لمثله، وسجل هدف المنتخب وقتها لاعبه ونجم الأهلي المصري سابقا عماد أيوب، وفي لقاء الإياب الذي أقيم في العام نفسه، حقق منتخب فلسطين الفوز على هونغ كونغ بهدف وحيد.