اساتذة علوم شريعة اردنيون يفتون بحرمة الإتجار مع العدو الإسرائيلي

320221421527107106975.webp

صدر عدد من أساتذة العلوم الشرعية في الجامعات والمعاهد الأردنية، بيانا دعوا فيه لنصرة الأشقاء في فلسطين وغزة بكل الأدوات الممكنة وأهمها عدم التعامل مع العدو المحتل في التعاملات التجارية والاستيراد والتصدير لكافة السلع والمنتجات الزراعية والصناعية.

وذكروا أن من واجب المسلم أن يتحرى ويبتعد عن الشبهات، خاصة فيما يتعلق بحرمة التعامل مع عدو يسفك دماء المسلمين، مؤكدين أن ما يملكه المحتل بالغصب والقوة هو ملك لأصحاب الأرض الشرعيين من أهل فلسطين.

وكانت شاحنات محملة بأنواع من الخضراوات قد أثارت جدلا عاصفا في الأردن بسبب عدم اتخاذ إجراءات حكومية في منع تصدير الخضار من الأردن إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاني من “نقص حاد” جدا في منتجات الخضار والفاكهة جراء حصار الحوثيين على البحر الأحمر.

وقال أساتذة الشريعة في بيانهم الأربعاء إنه “في الوقت الّذي تعيش فيه الأمّة في أحلك ظروفها، وتعيش غزّة تحت تدمير العدوّ المجرم، منذ 87 يومًا حتّى الآن، تأتينا الأخبار المؤلمة، عمّن يتعامل مع العدوّ، فيبيع ويشتري من السلع والمنتجات الزراعية والصناعية، غافلًا أو مبرّرًا، والواجب على المسلم، أن يتحرّى لدينه، فيبتعد عن الشّبهات، فكيف إن كان حرامًا صريحًا، وكيف إن كان هذا الحرام مع عدوّ مجرم، قد سفك من الدّماء أنهارًا؛ منذ (75 سنة)، وما يزال”.

وأضاف البيان “أن ما يملكه المحتلون من ثروات هذه الأرض هو لأصحابه الشرعيّين من أهل فلسطين، وما قام كيانهم إلا بدعم الأعداء وبالأموال التي انتزعوها وصادروها”.

واعتبر البيان “أن من يشترى منهم، أو يبيعهم، أو يتعاون معهم؛ فقد دخل في وعيد الله تعالى له، فيما نهى عنه، في قوله: ﴿وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ٢﴾ [المائدة: 2]”.

وأشار إلى أن الله تعالى، فرض علينا جهاد العدوّ، ومن أعانهم بما يحمل إليهم؛ فلم يجاهدهم؛ بل أعانهم على الإثم والعدوان، وصار داعما لهم لسفك دماء المسلمين والمستضعفين، فهو ممّن يظاهرهم على إخوانهم في الدّين، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم من دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ٩﴾ [الممتحنة: 9].

وأكد على أن كل وسيلة تؤدي إلى الحرام، أو إلى معصية، فهي حرام، وكل نقطة دم تسيل، فقد شارك فيها من ساندهم، ويلحق بالعدوّ من يساندهم في السر والعلن، موضحا أن الواجب هو عدم التعامل معهم بحال من الأحوال، وعلى المسلم ترك التّفكير في الإتجار مع العدوّ المجرم المحتل، وعدم اللّجوء إلى الانتفاع المتبادل المحرّم من الأموال المغتصبة من أصحابها، بدعاوى مختلفة، والاتّجاه نحو التّفكير في أنواع الجهاد المستطاعة؛ ومنها جهاد المال، وهو من فروض الأعيان، على كلّ مسلم قادر البحث عن وسائل إيصال الدعم نصرة لهم، وإبراء للذّمّة، وإعذارًا للنّفس؛ بإرسال ما يحتاجه المجاهدون، وأهلوهم المحاصرون منذ سنين، فهم الّذين يدافعون عن كرامة الأمة المسلمة كلها.

ومؤخرا، نجحت حملة نشطاء مقاومة التطبيع في الأردن في الحد من محاولات بعض “سماسرة” تجارة الخضار في منطقة الأغوار لصالح “التصدير” للكيان الإسرائيلي بالرغم من إعلان وزارة الزراعة أنها لا تملك الصلاحيات القانونية للتدخل بشأن التصدير من الأسواق المحلية.

كما تحدث نشطاء عمان عن لائحة سوداء بأسماء “5 سماسرة” من عائلات محددة، بينهم سمساران فلسطينيان، قاموا بشراء كميات من الخيار والبندورة من الأسواق المحلية وتصديرها للكيان.

هؤلاء تعرضوا لضغوط اجتماعية وعشائرية فعلا ونشرت أسماء عائلاتهم وصدرت دعوات بـ”تشميسهم” وهو إجراء عشائري الطابع ينطوي على عزل وهجران.