أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الجمعة، رفضه مطالب أمريكية بتحويل أموال المقاصة كاملة إلى السلطة الفلسطينية.
وقال زعيم “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، في تغريدة على منصة “إكس”: “نكن احتراما كبيرا للولايات المتحدة، أفضل حليف لنا في العالم، وللرئيس جو بايدن، وهو صديق حقيقي لإسرائيل، لكننا لن نترك مصيرنا أبدا في أيدي الأجانب”، على حد قوله.
وأضاف أنه ما دام وزيرا للمالية، لن يذهب شيكل واحد إلى غزة.
واعتبر أن “هذا ليس موقفا متطرفا، بل موقف منقذ للحياة، ومبني على الواقع”، وفق تعبيره.ومنذ بداية الحرب على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن سموتريتش، رفضه تحويل أموال المقاصة كاملة إلى السلطة الفلسطينية.
وتقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجمع الضرائب نيابة عن السلطة مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة، وتُحول الأموال إليها شهريا، بمتوسط 750 – 800 مليون شيكل (نحو 190 مليون دولار)، يحول منها لقطاع غزة في الأحوال الطبيعة 270 مليون شيكل (نحو 75 مليون دولار).وتوزع الأموال المخصصة لغزة بنحو 170 مليون شيكل توجه لرواتب موظفي السلطة الفلسطينية بالقطاع، و100 مليون شيكل لسداد فاتورة الوقود الخاصة بمحطة كهرباء غزة.
وتعتمد السلطة الفلسطينية بشكل كبير على هذه الأموال، التي تسمى “المقاصة”، في دفع رواتب موظفي القطاع العام.وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اشترط سموتريتش، تحويل المقاصة بخصم حصة قطاع غزة منها، وهو ما رفضته السلطة الفلسطينية، فأعلنت قرارها رفض تلقي الأموال منقوصة.
ولم تتمكن السلطة خلال الشهرين الأخيرين من دفع رواتب موظفي القطاع العام إلا جزئيا، وبالاقتراض من المصارف المحلية.
وجاء تعليق سموتريتش، بعد أن قال موقع “واللا” الإخباري العبري، الخميس، إن “بايدن، أجرى محادثة صعبة، نهاية الأسبوع الماضي، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشأن قرار إسرائيل حجب جزء من عائدات الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية”، وفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي (لم يسمه) قوله، إن “هذا الجزء من اتصال جرى السبت الماضي، بين الزعيمين حيث كان من أصعب المحادثات وأكثرها إحباطا (…) منذ بداية الحرب في غزة، إنها علامة على التوترات المتزايدة بين بايدن ونتنياهو”.
وأضاف موقع “واللا”: “في الأسابيع الأخيرة، ضغطت إدارة بايدن على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها”.وتابع: “أعربت إدارة بايدن عن مخاوفها من أن يؤدي الانهيار الاقتصادي للسلطة إلى تصعيد عنيف في الضفة الغربية، نتيجة عدم قدرتها على دفع رواتب قواتها الأمنية”.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا مئات الشهداء وآلاف المعتقلين.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة “21 ألفا و507 شهداء و55 ألفا و915 إصابة معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.