أكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ليس لديه قرار واضح بفتح أي تحقيق في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين، بل هناك ضغوط هائلة من الإدارة الأميركية وبريطانيا عليه من أجل ألا يفتح أي تحقيق، وأن يماطل قدر المستطاع.
وقال أبو بكر، خلال كلمته بمؤتمر صحفى مشترك بين نقابتى الصحفيين فى مصر، وفلسطين، والاتحاد الدولى "الصحافة الفلسطينية فى مواجهة الإبادة"، تحت عنوان "يوم مع الصحافة الفلسطينية".. غزة تواجه الإبادة والتهجير.. أوقفوا الحرب، عقد في مقر النقابة بالقاهرة، "إننا فقدنا 100 صحفي تقريبا من الشهداء آخرهم الشهيد سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة، الذي كان رمز العطاء والتعاون مع زملائه، وهناك نحو 140 مصابا، منهم بُترت أعضاء من أيديهم، أو أرجلهم، في هذه الحرب الإجرامية".
وأشار إلى أن هناك أكثر من 66 مؤسسة إعلامية دُمرت بالكامل، منها 22 إذاعة محلية توقفت عن العمل، بسبب القصف والتدمير، بالإضافة إلى أبراج يوجد فيها وكالات وإذاعات أجنبية.
وأضاف، أن عدد الذين فقدناهم من عوائل الصحفيين بلغ 350، وهذا الاستهداف هو بمثابة محاولة لمعاقبة الصحفيين بغزة على أداء دورهم، وإيقاف نقل الحقيقة، بالإضافة إلى أن هناك 1200 صحفي بغزة دُمرت منازلهم، وهم دون مأوى الآن.
وأكد، أن هناك جهودا متواصلة مع نقابة الصحفيين المصريين والاتحاد الدولي للصحفيين لملاحقة قادة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، والنقابة الفلسطينية جهزت كامل الملفات القانونية التي تدين قادة الاحتلال.
وشدد على ضرورة أن يرى العالم أجمع حقيقة هذا الاحتلال الإرهابي، ولا بد من إعلاء الصوت ضد هذا الإجرام، والمطالبة بضرورة فضح ما يقوم به بحق الصحفيين، واستهدافهم يوما تلو الآخر.
وأشار أبو بكر، إلى أن هناك مقترحا لإقامة حملة إعلامية لوقفة لكل المؤسسات العربية والدولية الإعلامية لدقائق أو ساعة في يوم واحد متزامنة، لإعلان التضامن مع الصحفيين بفلسطين في جميع المؤسسات الإعلامية بالعالم، لتكون صرخة واستنكارا للجرائم والضغط على الجنائية الدولية من جميع صحفيي العالم، للقيام بدورها فورا.
وحذر نقيب الصحفيين من خطورة الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للصحفيين أثناء تأدية عملهم، مؤكدا أننا استطعنا أن نُبرز ونفرض الرواية الفلسطينية الحقيقية التي استطاعت أن تؤثر في العالم الدولي، وتغير توجهاته عن الرواية الزائفة، فالاحتلال مصاب بهستيرية نتيجة ذلك، وبالتالي يريد الانتقام من ممثلي الإعلام.
كما طالب بضرورة توفير الحماية للصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي، إذ يتعرضون لانتهاكات وعرقلة في محاولة لمنع نقل صورة وحقيقة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
وأوضح أبو بكر، أن الصحفيين في قطاع غزة يواصلون العمل على نقل الرسالة الوطنية رغم كل المعاناة والألم، ومن بين الركام وأشلاء الأطفال وبين جثامين عائلاتهم.
وقال، إن الاتحاد الدولي للصحفيين اتخذ قرارا هاما بأن تصبح نقابة الصحفيين المصريين عضوا بالاتحاد الدولي، لتكون شريكا أساسيا في هذا المحفل الدولي الأبرز والأهم لجميع الصحفيين في العالم.
بدوره، أكد نقيب الصحفيين المصري، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة جماعية وجرائم حرب، إذ تم استهداف الصحفيين وأسرهم وأبنائهم، بما يفوق أكبر عدد مسجل لاستشهاد الصحفيين خلال أي حرب سبقت، سواء الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الفيتنامية.
وقال البلشي، لقد خاطبنا المؤسسات الدولية من أجل محاسبة مرتكبي الجرائم بالشراكة مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بمحامين مصريين متخصصين للترافع في المحكمة الجنائية الدولية.
من جانبه، قال مدير البرامج والسياسات بالاتحاد الدولي للصحفيين منير زعرور، إن الاتحاد الدولي سيتقدم في الفترة المقبلة بمبادرة جديدة لإقرار معاهدة تضمن سلامة الصحفيين أثناء النزاعات والحروب عبر الأمم المتحدة.
وأوضح، أن هذه المبادرة تلقى دعما من بعض الدول، معربا عن تمنياته أن تلقى دعما حتى نحافظ على الكلمة وحريتها، مناشدا الدولة المصرية المشاركة في التوقيع على هذه الاتفاقية.
وأضاف أن الاتحاد الدولي يتعاون مع النقابتين الفلسطينية والمصرية لضمان سلامة الصحفيين الفلسطينيين وملاحقة القتلة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
بدوره، قال مدير تحرير جريدة الأهرام عمرو يحيى، إن الزملاء في غزة تحت خط النار، داعيا لهم بالسلامة حتى يستكملوا مهمتهم الإنسانية والمهنية في نقل الحقيقة، وكشف بشاعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ.
وقال وكيل نقابة الصحفيين المصريين محمد سعد عبد الحفيظ، إن ترشيح وائل الدحدوح لجائزة حرية الصحافة هو تقدير نقابي له، وهو يعد نموذج الصحفي الميداني كما يجب أن يكون.
وأكد أن الدحدوح بات رمزا للصحافة العربية، فهو صحفي جسور يعود كل مرة ليمارس عمله ومهنته ودوره في إيصال الحقيقة، رغم ما يتعرض له من إرهاب إسرائيلي، واستهداف مباشر طاله وأهله وزميله في العمل بشكل متعمد.
من جانبه، قال رئيس لجنة الأداء النقابي بنقابة الصحفيين المصريين علي القماش، "إن الإعلام الفلسطيني أعطى درسا للعالم كله، الذي يملك أدوات تكنولوجية ومهارات وتدريبات أكثر منه، ولكنه تفوّق عليه، وجعله صفرا على الشمال".
من ناحيته، أكد الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية عبد العليم محمد، أننا أمام مخطط إجرامي كبير يحتاج إلى التلويح بأوراق أكبر مما يحدث الآن من الدول العربية، بشكل قد يصل إلى التلويح بتعليق العمل بالمعاهدات والاتفاقيات.
وتضمنت الفعالية عرض فيلم توثيقي عن معاناة شعبنا منذ 70 عاما، وفقرات للأطفال عن فن طي الورق "الأوريجامي" وصناعة مجسمات بألوان العلم الفلسطيني، بالإضافة إلى فرقة "الأولى بلدي" التي قدمت عددا من الأغاني التراثية مضمونها "معًا لنقول أوقفوا الحرب"، و "انقلوا الحقيقة"، ورفض التهجير القسري، بالإضافة إلى انعقاد ندوة "القضية الفلسطينية بين المعايير المزدوجة.. ومخططات التهجير"، بمشاركة عدد من الخبراء القانونيين والكتاب المصريين.