أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن مصر "لم تشارك في أي حصار على غزة، ولم تساهم في عزلها".
جاء ذلك وفق ما ذكره شكري، في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية، الجمعة، وسط أحاديث بمنصات التواصل تنتقد دور القاهرة في الأزمة.
يذكر أن مصر تستقبل مساعدات قادمة لإغاثة غزة من مختلف أنحاء العالم لعبورها عبر بوابة رفح الحدودية مع القطاع، فضلا عن قيامها بوساطة مع قطر والولايات المتحدة أسفرت عن أول هدنة في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استمرت أسبوعا.
وردا على سؤال حول إمكانية سماح مصر مؤقتا بدخول الفلسطينيين إليها حتى انتهاء الحرب، أوضح شكري، أن "هذا الأمر يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، وأن أي شكل من أشكال النزوح سواء كان داخليا أو خارجيا يعدّ انتهاكا، ولن نكون طرفا بشكل ضمني في مثل هذا الانتهاك".
وأشار إلى أن "الفلسطينيين أنفسهم لا يرغبون في المغادرة، ولا ينبغي تهجيرهم قسرا".
وأوضح أن "تصفية القضية الفلسطينية عن طريق إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم أمر غير مقبول، وهو انتهاك للقانون الإنساني الدولي"، وفق المصدر المصري.
وردًا على التساؤلات التي توجّه لمصر حول دورها في حصار غزة، أكد شكري أن "مصر لم تشارك في أي حصار على قطاع غزة ولم تسهم في عزلها، وأن معبر رفح (الحدودي) كان دائما مفتوحا".
وأوضح أن "معبر رفح في الأساس هو لعبور الأشخاص وليس البضائع".
وشدد على أن "المعابر الإسرائيلية هي المسؤولة عن ذلك، وهو التزام القوة المحتلة التي هي إسرائيل لتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني، لذلك فإن معبر رفح كان دائما مفتوحًا ولم يتم إغلاقه وما زال يدعم الشعب الفلسطيني".
وخلال المقابلة ذاتها، طرح المُحاور جايك تابر، على الوزير المصري، سؤالا حول سبب استغراق خروج الناس من غزة عبر المعبر "وقتا طويلا".
فأجاب شكري: "يتوقف ذلك على الاتفاقات التي نبرمها مع حماس وإسرائيل وبمساعدة السفير ديفيد ساترفيلد (المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط)، لذلك فالأمر منوط بالإسرائيليين لتحديد وتقديم قوائم بأسماء الأشخاص الذين يمكنهم الخروج".
وأمس الخميس، قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية)، إن "مصر تفتح معبر رفح بصورة دائمة للأفراد والبضائع، وأية معوقات في المعبر تأتي من الطرف الآخر الإسرائيلي".
وأوضح في بيان أنه "منذ بدء دخول المساعدات لقطاع غزة، تم إدخال 3313 شاحنة مواد غذائية وإغاثية ووقود وغاز منزلي، واستقبال 682 مصاباً، وإجلاء 11067 من المصريين والرعايا الأجانب من القطاع".
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفا و177 شهيدا، و46 ألف جريح، ودمارا هائلا بالبنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.