الجزائر تعلن التكفل بـ300 طفل جريح في غزة

Gaza-children-main.jpg

كشف تلفزيون النهار الجزائري عن قرار لسلطات البلاد التكفل بعلاج 300 طفل جريح من قطاع غزة في المستشفيات الجزائرية، في مبادرة تدخل في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده.

وذكرت القناة استنادا لمصادرها أن التكفل بعلاج 300 طفل جريح من غزة، سيكون كاملا على عاتق الدولة الجزائرية، عبر مستشفيات العاصمة ووهران غرب البلاد وقسنطينة في الشرق.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد ذكرت أن قطاع غزة أصبح مرة أخرى، بعد استئناف الأعمال العدائية، أخطر مكان للأطفال في العالم. وحذرت من مخاطر مقتل وإصابة مئات الأطفال يوميا إذا عاد العنف إلى النطاق الذي كان عليه قبل الهدنة الإنسانية.

وذكر جيمس إلدر الناطق باسم اليونيسف، أن ثمة نحو 1000 طفل تعرضوا لبتر في الأطراف- خلال الفترة الماضية- فيما استشهد أكثر من 5000 وفق التقارير. وأضاف أن التقاعس عن العمل والسماح باستئناف الهجمات، يعني السماح بقتل مزيد من الأطفال. وقال إن مواصلة الغضب والاستقطاب وتدمير غزة وقتل الأطفال لا يمكن بأي شكل أن يجلب السلامة للأطفال في فلسطين وإسرائيل.

وتأتي هذه الخطوة الجزائرية في سياق مطالبات ملحة داخل الطبقة السياسية للتحرك من أجل تفعيل الدور الجزائري في إغاثة منكوبي غزة وإعادة تسيير جسر جوي نحو رفح المصرية والضغط من أجل إدخال المساعدات الجزائرية.

وكانت حركة مجتمع السلم وهي حزب سياسي نشط في مجال دعم فلسطين، قد طالبت في آخر بياناتها إلى ضرورة التكفُّل العاجل بالجرحى والمرضى الفلسطينيين من قطاع غزة في المستشفيات الجزائرية، والمبادرة إلى التكفل بالطلبة والأيتام وأسر الشهداء، كما دعت للتكفُّل بإخراج الجزائريين العالقين في قطاع غزة. وأكدت أيضا على ضرورة تيسير وتنظيم نقل المساعدات التي بادرت- وتبادر- بها مختلف الجمعيات والمنظمات، وتسخير مختلف وسائل الدولة لذلك. كما شددت على ضرورة استئناف الجسر الجوي لنقل المساعدات الطبية والإنسانية، ومختلف المركبات والآليات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني، بالتنسيق مع الجهات المعنية والمختصة.

وفي وثيقة استلمتها الرئاسة الجزائرية قبل أيام، دعت أحزاب منضوية في هيئة دعم ومناصرة فلسطين، إلى رعاية تسيير قوافل رفع الحصار عن غزة بالسفن وتقديم المساعدات، واستمرار الجسر الجوي الجزائري للتضامن مع الشعب الفلسطيني واستعجال تزويده بأعوان الحماية المدنية وبالمستشفيات الميدانية لتخفيف العبء عن المستشفيات الفلسطينية.

كما طالبت بالتعبير عن الاستعداد لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين في المستشفيات الجزائرية، وتنظيم تليطون وطني لإشراك الشعب في جمع التبرعات والتضامن مع الشعب الفلسطيني بدعم من كل القنوات الفضائية، و”اعتماد شهداء طوفان الأقصى في قائمة ذوي الحقوق لدى وزارة المجاهدين، بهدف تقوية صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتل”.

من جهتها، تجري المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإنقاذ غزة تحركات حثيثة من أجل تجهيز سفن كاملة نحو قطاع غزة تنطلق من ميناء الجزائر. ودعت أصحاب المبادرة كل الجزائريين في ربوع هذا البلد المعطاء ومن يعيشون خارجه إلى المساهمة الفاعلة في هذا المشروع ودعمه للقيام بدوره الإنساني بشكل عاجل لا يتحمل التأخير في ظل الأوضاع الخطيرة”، واعتبرت ذلك بمثابة “وفاء لوصية شهدائنا والسير على درب آبائنا في نصرة القدس وفلسطين”.

ويُحضّر الهلال الأحمر الجزائري من جهته لإرسال الدفعة الثانية من المساعدات الموجهة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تضم تجهيزات لمستشفى ميداني وكميات معتبرة من الأدوية والأغذية والأفرشة والخيم إلى الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة. كما انطلق الهلال الأحمر الجزائري أيضا في برنامج تضامني للتكفل بالطلبة الفلسطينيين، وخاصة من أبناء قطاع غزة الذين يزاولون دراستهم عبر مختلف جامعات الجزائر، من أجل مرافقتهم وكذا تقديم الدعم المادي والنفسي لهم خلال المرحلة الصعبة التي تجتازها عائلاتهم.

وتنشط جمعيات جزائرية على الأرض في غزة بينها جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني التي تعرض مقرها للقصف في غزة، وهي تقوم بجهود منذ سنوات في جانب إيواء النازحين وتوزيع الطعام وإعالة الأسر. وبعد العدوان، أطلقت الجمعية حملة “الوعد المفعول” التي ساهمت في فتح المآوي في غزة وتزويدها بالأكل والشرب والأغطية والأدوية. كما نظمت جمعية الإرشاد والإصلاح عمليات جمع مساعدات لفائدة أهل غزة.