أعلن رئيس الشئون الدينية التركية البروفيسور محمد قورماز الاستعداد للشروع الفوري في إعادة إعمار المساجد المدمرة في قطاع غزة، مبديًا استعداد رئاسته لتقديم نماذج وأشكال معمارية إسلامية.
وأشار قورماز خلال زيارته إلى مدينة غزة اليوم الأحد برفقة وفد تركي، وبمشاركة السفير التركي لدى فلسطين مصطفى سارنتش، إلى أنه سيتم البدء في تنفيذ المشاريع في غزة دون أن تأخذ وقتًا طويلًا.
وقال قورماز \"محظوظ أن أكون اليوم مع الوجوه النيرة والباسمة مع أهل غزة، وراجعت ضميري وقلبي فقالا لي استحيي من الله لأننا ما قمنا بواجبنا تجاه أهلنا وإخواننا في غزة\", مشيرًا إلى أن الحديث عن زيارة غزة كان قبل 3 سنوات.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستطيع أن يدخل في أمة بدون تفرقة, والتفرقة تستطيع أن تفعل في الأمة ما لا تستطيع أن تفعله المدافع، وإذا كانت القلوب والضمائر والوجدان متفقة لن يستطيع أحد إطفائها\".
وأضاف \"أشكر المولى عز وجل أن انعم عليّ بأن أخطب يوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وزيارة المسجد الإبراهيمي في الخليل برفقة وزير الأوقاف يوسف ادعيس\".
وتابع \"عاهدت نفسي أنني لو وقفت هذا الموقف في الأقصى أن لا أقول الا كلمة الحق\", لافتًا إلى أن خطبته الثانية حملت تحيات أهل تركيا الذين حرموا زيارة الأقصى.
وأردف قائلًا \"عندما نقول كلمة العزة كمصطلح لا يخطر على بالنا إلا غزة, فلاشك أن كلمة العزة وصفها الله لعباده المؤمنين الصالحين\".
وأشار إلى أن المسجدين المدمرين الذي شاهدهما خلال زيارته لغزة شاهد صورهما في السابق, لافتًا الى أن لدى رئاسته مشاريع وخطط في هذا السياق، وستبدأ الإعمار في أقصى سرعة ممكنة.
ودعا قورماز الأتراك الذين يعملون في الساحة بغزة ومؤسسات المجتمع المدني ليتعاونوا مع الأوقاف التركية من أجل إعادة بناء المساجد بأجمل وأبهي ما كانت عليه.
وطالب أثناء بناء هذه المساجد أن يتم الأخذ بعين الاعتبار بناء مرافق عدة لتقديم الخدمات للجميع، بحيث تصبح مجمعات تعليمية وتربوية وليست فقط أماكن للعبادة, مقدمًا شكره وتقديره للجميع على حسن الحفاوة والاستقبال.
بدوره، أعرب وكيل وزارة الأوقاف حسن الصيفي عن سعادته بهذه الزيارة، قائلًا \"لا أستطيع أن استخدم كلمات الترحيب لأن الترحيب يكون بالغرباء، لكننا اليوم نرحب بأخوة عاشوا معنا التاريخ، وكنا معهم بأمن وأمان زمن الخلافة العثمانية, مشيرًا الى أن العرب والمسلمين خسروا كثيرًا بسقوط الدولة العثمانية.
وأضاف \"جاءت تركيا لغزة ولم تكن في يوم من الأيام غائبة عن فلسطين، فدماء تركيا تسري في شرايننا ودمائهم اختلطت بدمائنا في بحر غزة\".
وأشار إلى أن السلطان عبد الحميد لم يقبل أن يفرط في شبر واحد من أرض فلسطين, لافتًا إلى أن رسالة قورماز جاءت في المسجد الأقصى خلال خطبة الجمعة للتأكيد على ذلك.
وتابع \"غزة التي لا تعرف أن تنهزم أو تنكسر، وتعرف كيف تصبر وكيف تنتصر كُتب عليها البلاء والنصر بكم ومعكم، وسنبقى أوفياء وأقوياء ما دمتم معنا وما دمتم تأتون لفلسطين\".
وأكد الصيفي أن غزة تشعر مع أردوغان بالفخار والعزة والقوة، خاصة عندما غضب لفلسطين أثناء ذبح أطفالها، وغضب لهدى غالية عندما قُتل أهلها\".
وأعرب عن أمله في بناء المسجد الجامع بنسق عثماني يتسع لـ(50000) مصل، بحيث يستضيف هذا المسجد علماء كبار وعلماء الأمة لتحقيق مفهوم أن الأمة الإسلامية واحدة.
وقال \"نتطلع لتعاون كبير معكم، خاصة وأن لكم تجربة كبيرة في استثمار الوقفيات من أجل استثمار أراضي الوقف ليعود صالحها على الفقراء والمحتاجين وطلاب العلم\".