شدّد البيت الأبيض الأحد أن إسرائيل “تبذل جهودا” للحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة منذ استئناف القتال بعد هدنة استمرت سبعة أيام، فيما تتزايد دعوات المجتمع الدولي من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لقناة “أي بي سي” التلفزيونية “نعتقد أنهم تقبلوا رسائلنا المتعلقة بمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استأنف هجومه في شمال غزة “على نطاق أضيق وأكثر دقة”، مشيرا إلى أن إسرائيل نشرت في اليومين الماضيين على الإنترنت خريطة للأماكن حيث يمكن للمدنيين أن يجدوا فيها ملجأ والفرار من القتال.
ورأى كيربي أنه “لا يوجد الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكنها فعل ذلك” مضيفاً “إنهم يبذلون جهوداً”.
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، أدى الى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وقضى غالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وتوعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وشنّت قصفا مكثفا على قطاع غزة وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وأدى القصف الى مقتل أكثر من 15500 شهيد معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأحد.
السبت، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، أن “عدداً كبيراً من الفلسطينين الأبرياء قتلوا”، معربة عن قلقها جراء الصور “الكارثية” لغزة.
ودعت إسرائيل إلى “بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الأبرياء”.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش المؤتمر نفسه أن “الأمن المستدام” لا يمكن ضمانه لإسرائيل إذا “كان ذلك على حساب أرواح الفلسطينيين”.
كما أكد كيربي أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تكن “على علم” مسبق بنية حماس تنفيذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الخميس استنادا إلى وثائق سرية أن مسؤولين إسرائيليين حصلوا قبل أكثر من عام على خطة لحماس تهدف إلى تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل، لكنهم اعتبروا هذا السيناريو غير واقعي.
واشار كيربي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقر بوجود “قصور في جهاز الاستخبارات فيما يتعلق بـ 7 تشرين الأول/أكتوبر” وأنهم “سيجرون مراجعة” بهذا الصدد.