أكدت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها أن اللقطات التي عرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي من داخل مستشفى الشفاء بقطاع غزة، لإثبات أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تستخدم المستشفى مقرا عسكريا لها، فشلت في إثبات زعمها.
واعتبرت أن الأدلة المقدمة حتى الآن أقل بكثير مما كانت تزعمه إسرائيل بشأن المستشفى. وأشارت إلى أن مقاطع الفيديو التي عرضها جيش الاحتلال لم تظهر سوى مجموعات متواضعة من الأسلحة الصغيرة، ومعظمها بنادق هجومية، بزعم أنه تم العثور عليها في المجمع الطبي الواسع.
ولفت التقرير إن المقاطع التي عرضها جيش الاحتلال لا تعكس الفيديوهات الافتراضية لخريطة المستشفى التي قدمتها تل أبيب لوسائل الإعلام قبل الاستيلاء عليه، والتي تصوّر شبكة من الغرف الجوفية المجهزة تجهيزا جيدا، على أساس أنها مركز لقيادة “حماس”.
وأشار إلى مقاطع الفيديو التي أنتجها الجيش الإسرائيلي حتى الآن أثارت أسئلة قيد التدقيق، ولفت إلى أن تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية، الذي أكد أن لقطات التي بثت لمتحدث باسم جيش الاحتلال تظهر اكتشاف حقيبة تحتوي على سلاح رشاش خلف جهاز مسح بالرنين المغناطيسي، وأن ساعة المتحدث الإسرائيلي، تظهر أنه تم تسجيل الفيديو قبل ساعات من وصول الصحافيين الذين كان من المفترض أن يُعرض عليهم.
وشددت الغارديان في تعليقها على أن محاولة تقديم ما تم العثور عليه بالمستشفى لا بد أن تغذي الشكوك حول كل ما يتم تقديمه لاحقا.
ونقل التقرير عن مي الساداني المحامية والمديرة التنفيذية لـ “معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط” في واشنطن قولها إن إسرائيل فشلت في تقديم أي شيء قريب حتى من مستوى الأدلة المطلوبة لتبرير الاستثناء الضيق الذي يمكن بموجبه استهداف المستشفيات بموجب قوانين الحرب.
وأضافت الساداني أنه في الحالة النادرة التي يتم فيها رفع الحماية عن المدنيين، سيتعين على إسرائيل، وفق الاستثناء المنصوص عليه في المادة 19 من اتفاقية جنيف الرابعة، أن توفر لهم فرصة حقيقية للإخلاء، وحتى مع ذلك، فإن أي مدنيين يبقون في المستشفى بعد أمر الإخلاء سيظلون محميين بقواعد تناسب استخدام القوة.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن بريطانيا وألمانيا والأهم من ذلك الولايات المتحدة رفضت الدعوات لوقف إطلاق النار على أساس أن تصرفات إسرائيل تشكل دفاعا مشروعا عن النفس من دون أدلة مقنعة.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تدافع عن عمليات إسرائيل فحسب، بل قدمت ادعاءات مستقلة بزعم أنها جاءت من استخباراتها الخاصة بشأن المستشفى، إذ وصف جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض المستشفى بأنه مقر قيادة لحماس.
وأعاد التقرير إلى الأذهان أن غياب الأدلة بدأ يذكّر بإخفاقات المخابرات الأمريكية السابقة، والأكثر دراماتيكية تلك التي سبقت غزو العراق، كما أنه يعزل واشنطن عن المسرح العالمي، ويعمق الانقسامات الكبيرة بالفعل داخل الإدارة نفسها.