هآرتس : ثلاثة فرق من قوات الجيش تعمل في شمال غزة ومقاتلو حماس بعيدون عن الاستسلام

402330343_881349200011225_7841725951462431815_n.jpg

رام الله الإخباري

وصل تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية لمعلقها للشؤون العسكرية عاموس هرئيل، إلى أن حركة حماس في قطاع غزة مازلت بعيدة عن الاستسلام، رغم انخراط ثلاث فرق من جيش الاحتلال في العدوان البري.

وكتبت الصحيفة: "القوة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي من خلال ثلاث فرق، والدمار الهائل الذي يلحقه بشمال قطاع غزة، بدأت تؤتي ثمارها، ولكن حماس ما زالت بعيدة عن الاستسلام"، وفق نص المقال.

وأبرزت الصحيفة أن "إسرائيل" تقرض تكتيمًا إعلاميًا على مجريات الحرب، قائلةً: "التكتم الجزئي المفروض من الجانب الإسرائيلي، وضباب المعركة الذي يفرض انقطاع القطاع عن وسائل الإعلام على الجانب الفلسطيني، يجعل من الصعب الحصول على صورة كاملة للمعارك في شمال القطاع. ومن الناحية العملية، فإن القوة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي من خلال ثلاث فرق، والدمار الهائل الذي يحدثه هناك، يؤدي إلى نتائج عسكرية أولية".

ويضيف المعلق العسكري للصحيفة العبرية: "صحيح أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن إخضاع حماس. ويبدو أن زعيم التنظيم، يحيى السنوار، موجود تحت الأرض في مكان آمن، ولا ينوي أن يأمر رجاله بوقف القتال. لكن كتائب حماس في غرب مدينة غزة وفي الضواحي الشمالية تجد صعوبة في الصمود أمام الضغوط العسكرية التي تتعرض لها. ويخلف تقدم الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية ويصاحبه في بعض الأحيان مقاومة شديدة من جانب حماس، كما حدث في الأيام القليلة الماضية في منطقة مخيم الشاطئ للاجئين".

وتشير الصحيفة، إلى ما وصفته بـ"ميزان القوى، الذي يتجلى يوميًا في منطقة القتال، ويتزامن مع أهم حدث في الحرب وهو الطلب الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة إخلاء المنطقة والتوجه جنوبًا"، قائلًا: "لقد أجبرت إسرائيل على الهجرة الجماعية قسرًا لما يقرب من 900 ألف شخص، وسوف يستغرق الأمر من الفلسطينيين سنوات لمحاولة تغيير نتائجها  (لقد تم التدرب على هذه الخطة سابقًا، لكنّها لم تحدث أبدًا بهذا الحجم). وستكون معظم منطقة القتال في الشمال غير صالحة للسكن لأشهر، إن لم يكن لسنوات. وأحياء بأكملها في غزة وضواحيها دمرت خلال القتال، ناهيك عن كميات المتفجرات التي ستبقى في المنطقة".

وعن المعضلات التي تواجه دولة الاحتلال حاليًا وفي المستقبل القريب، جاء في الصحيفة: "لا تزال هناك ثلاث مشاكل رئيسية قائمة. أولًا، التفوق العسكري لا يُترجم إلى استسلام حماس، ولا يبدو حتى قريبًا منه. ثانيًا، الجيش الإسرائيلي شبه خامل في جنوب قطاع غزة، حيث تم دفع المدنيين، وسيتعين عليه أخذ وجودهم في الحسبان لاحقًا، خاصة وأن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءًا، ومن المتوقع أن يصبح أكثر تعقيدًا، مع قدوم الشتاء ومعه الأوبئة التي قد تنتشر. ثالثًا، افتتحت هذه الحرب بتفوق كبير لحماس، بسبب عملية 7 أكتوبر".

وبخصوص الجبهة الشمالية قالت الصحيفة: "على الحدود اللبنانية، يواصل حزب الله شن هجمات يومية بالصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ وقذائف الهاون على قوات الجيش الإسرائيلي. وفي بعض الأحيان يتم دمج الطائرات المُسيّرة الهجومية أيضًا مع هذه الهجمات، كما تُبذل محاولات لضرب مناطق أبعد جنوب الحدود، بما في ذلك المستوطنات. إن استمرار حزب الله في هجماته، على خلفية ما حدث بالفعل في الجنوب، يعزز مطالبة المستوطنين في المستوطنات المحاذية للبنان بضرورة المبادرة إلى حرب على لبنان بحجة الادعاء، والذي له وزن كبير، والذي يقول إنه سيكون من المستحيل العودة للعيش في المستوطنات هناك، دون إبعاد عناصر قوة الرضوان التابعة لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على الأقل".

ولفتت الصحيفة، إلى أنه: "في 11 أكتوبر، وكما ورد سابقًا، دار جدل ساخن على رأس القيادة الإسرائيلية حول مسألة ما إذا كان ينبغي القيام بخطوة هجومية مبكرة ضد حزب الله في لبنان. وفي نهاية المطاف، رفض بنيامين نتنياهو في اللحظة الأخيرة توصية وزير الأمن يوآف غالانت ومسؤولي الجيش الإسرائيلي بالتصعيد في الشمال. وكان نتنياهو يشعر بالقلق إزاء شن حملة غير مخطط لها وغير منضبطة على جبهتين، وفضل عدم الصدام مع الولايات المتحدة، التي كانت قبل يومين، قد أعلنت في وقت سابق نشر قوات في المنطقة لصالح تل أبيب. منذ ذلك الحين حدث، تصعيد من حزب الله للعمليات، كما بدأ الجيش الإسرائيلي العملية البرية في غزة. وتتصاعد عمليات حزب الله، على خلفية الافتراض بأن جزءًا كبيرًا من الجيش البري يتواجد في غزة ومحيطها. وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن تتمكن إسرائيل من تنظيم حرب على جبهتين. وتتخذ إسرائيل موقعًا دفاعيًا في الشمال، وتحاول حصر الصراع في أقل من حرب شاملة".

ويختم معلق الشؤون العسكرية في "هآرتس"، بالقول: "الوضع آنف الذكر، لا يمنع بعض المتقاعدين في إذاعة الجيش، من المطالبة بهجوم فوري على حزب الله وتوزيع الأوامر على تويتر. لكن الحياة في حد ذاتها معقدة بعض الشيء. قد لا يكون هناك مفر من الحرب مع حزب الله، وهو أمر ممكن، ورغم أن الوضع المعقد سيتطلب التعامل مع جبهتين، فمن الأفضل التوصل إلى مثل هذه القرارات ليس من منطلق الاعتبارات السياسية واعتبارات تتعلق بسمعة إسرائيل وقيادتها، ولكن استنادًا إلى عملية مستنيرة لصياغة السياسات، والتي تأخذ في الاعتبار أيضًا الثمن الباهظ الذي قد تترتب على حرب إقليمية".

الترا فلسطين