قال موقع "المونيتور" الأمريكي، الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن القادة الإسرائيليين يعترفون بأن حركة المقامة "حماس" لا تزال بعيدة عن نقطة الانهيار، وذلك رغم تدمير البنية التحتية لشمال قطاع غزة، واستمرار الحرب عليه منذ 36 يوماً، مشيرةً إلى أن مقاتلي الحركة لا يزال بإمكانهم القتال والتحرك.
الموقع نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير- لم يذكر اسمه- قوله إن "حماس" ما زالت تحتفظ بمعظم قوتها، مشيراً إلى أن مقاتلي الحركة يختبئون تحت الأرض، وأن بإمكانهم التنقل بين جنوب القطاع وشماله من خلال شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرتها حماس تحت غزة.
الضابط العسكري لفت أيضاً إلى أن هيكل القيادة التابع لحركة "حماس" هو الذي تحمل العبء الأكبر من الأضرار حتى الآن، وقال إنه لم يصب معظم مقاتلي الحركة الذين يقدر عددهم بـ20 ألفاً.
كذلك نقل الموقع الأمريكي عن ضابط آخر في جيش الاحتلال، قوله إن مدينة غزة مزدحمة جداً، وأشار إلى وجود "مدينة" تحت الأرض، تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات من الأنفاق، مضيفاً أنه تم بناؤها لإيواء الكثير من القوات، وإمدادات الأوكسجين وأجهزة قيادة وتحكم.
لفت الضابط إلى أنه من خلال الأنفاق يمكن للمقاتلين الفلسطينيين الخروج وسط قوات الاحتلال المتوغلة بالقطاع، وضربها، والعودة فوراً إلى تحت الأرض، مؤكداً أن التغلب على هذا "يحتاج إلى وقت".
يتوقع خبراء عسكريون أن ما تقوله إسرائيل عن نيتها "القضاء على حماس" ليس بالأمر السهل عسكرياً، ويتوقعون أن تحقيق ذلك قد يتطلب أشهراً وربما سنوات.
يُشير الموقع الأمريكي إلى أن جيش الاحتلال في هجومه البري على غزة اختار المضي في عملية بطيئة، وقال إن ضباط الجيش يدركون أن "القضاء على حماس" سيستغرق أسابيع إن لم يكن أشهراً"، مشيراً إلى أن هذا الوقت لا تملكه القيادة الإسرائيلية بالضرورة.
في هذا الصدد، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد قالت إن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما اختلاف في الرأي، حول الخطط طويلة المدى حيال قطاع غزة الفلسطيني.
أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، تهدف إلى الحفاظ على وحدة "حلفائها" ضد إيران وروسيا والصين، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن غيّر سياسته بعد "ارتفاع الأصوات المنتقدة من حزبه".
زعمت الصحيفة أيضاً أن إدارة بايدن "أجبرت إسرائيل على التقليل من الخسائر في صفوف المدنيين، وشن مزيد من الهجمات الاستراتيجية التي تستهدف قادة حماس"، وأشارت إلى أن بايدن يؤيد، على المدى الطويل، مبدأ حل الدولتين، وأن إسرائيل "تحاول تدمير حماس".
كما اعتبرت الصحيفة أنه مع استمرار الصراع يواجه بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطاً سياسية متزايدة في بلديهما، وذكرت أن بايدن، الذي تمت الإشادة به في البداية لدعمه إسرائيل، تلقى انتقادات من أعضاء حزبه، خاصةً الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين من أصول عربية، ممن شعروا بالقلق إزاء تزايد عدد الضحايا في غزة، ودعوا الإدارة الأمريكية إلى وقف إطلاق النار.
كذلك كانت الصحيفة الأمريكية قد نقلت عن مصدر وصفته بالمطلع، قوله إن مجتمع الاستخبارات الأمريكي يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها العسكري المعلن، والمتمثل "في القضاء على حركة حماس".
ومنذ 36 يوماً يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة، دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها، وقتل 11078 شهيداً فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وأصاب 27490 بجراح مختلفة.