قال الرئيس أردوغان، أن “نتنياهو هو المسؤول الأول شخصيا” عن الهجمات على غزة، و”الداخل الإسرائيلي يشهد حاليا تصريحات مناهضة له”.
وتابع: “نتنياهو شخص يثير غضب الشعب الإسرائيلي أيضا، وقد فقدَ دعم مواطنيه ويسعى لحشد دعم للمجازر عبر استخدام تعبيرات دينية”.
وأضاف: “نتنياهو لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال. لقد محوناه وألقيناه جانبًا”.
وردًا على سؤال حول الحراك الدبلوماسي المكثف الذي يقوده لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، أشار أردوغان، إلى أنهم عقدوا العديد من اللقاءات في هذا الصدد.
وبيّن أن تركيا ستشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية الرياض، خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وقال في ذات السياق، “لدينا أيضا زيارة إلى أوزباكستان خلال الأسبوع المقبل. إنها زيارات مهمة في وقت حرج للغاية. سيأتي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (إلى تركيا) نهاية الشهر الجاري، وسنلتقي به”.
وأردف “أولي أهمية لقمة منظمة التعاون الإسلامي بالرياض. سنضغط من أجل وقف إطلاق النار”.
ولفت أردوغان، إلى أنه يسعى “لوقف إراقة الدماء” عبر عقد لقاءات مع الجميع، والتي “ستستمر في الأيام المقبلة أيضا”.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، “العاجز عن كبح نهج إسرائيل الخارج عن القانون، يتجاهل في المقام الأول مبادئه”.
وتابع “وكأن تجاهلهم المجزرة التي يتعرض لها الفلسطينيون لا يكفي، فهم يدخلون في سباق معانقة مع إسرائيل ويشجعونها على قتل المزيد من الأطفال”.
وقال: “الدول الغربية التي تحني رؤوسها عند تذكيرها بالمجازر السابقة التي غضوا الطرف عنها، ستنسحق تحت عار مواقفها حيال مجازر غزة”.
وتساءل أردوغان “نصرخ أين العدالة؟ أين المنظمات الدولية التي أنشئت لحفظ السلام؟ أين المدافعون عن حقوق الإنسان؟”
ولفت إلى أن “المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة غزة، كانت على جدول أعمال قمة منظمة الدول التركية”.
وأردف “لقد تبادلنا وجهات النظر حول كيفية وقف إراقة الدماء والمساهمة في السلام الدائم”.
وجدد تأكيده على أن تركيا يمكنها أن تلعب دور دولة ضامنة في غزة، في إطار آلية الضامنين التي اقترحتها أنقرة.
وقال أردوغان، “إذا كانت اليونان دولة ضامنة في قبرص، وبريطانيا كذلك، وتركيا أيضا دولة ضامنة بطبيعة الحال، فلماذا لا تكون هناك آلية مماثلة في غزة”.
وتابع “علينا كتركيا أن نتولى دورا رياديا بهذا الشأن، وسيكون هذا تطورًا من شأنه رسم معالم التاريخ والحاضر والمستقبل”.
وأشار أردوغان، إلى مرور ما يقرب من شهر على بدء الهجمات، وقال “في الوقت الحالي، نرى أن التطورات ستحرك الوضع بشكل أكبر ضد إسرائيل”.
ولفت إلى أن “إسرائيل لم تتخذ هذه الخطوة الوحشية اعتمادا على قوتها فقط، بل وعلى الدعم الغربي أيضا”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة، ينبغي تقييمها كجزء من الغرب”.
وتابع “الغرب كله، وخاصة الولايات المتحدة، يقف حاليا إلى جانب إسرائيل”.
وشدد أردوغان على رغبة تركيا “في رؤية غزة منطقة تنعم بالطمأنينة، كجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة ذات التكامل الجغرافي، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف “كل جهودنا منصبة من أجل غزة وفلسطين تنعم بالطمأنينة، حيث لا يتعرض الناس للقتل، أو التهجير، ولا تُقصف المستشفيات والشوارع والمدارس ودور العبادة”.
وقال الرئيس أردوغان، إنه أبلغ جميع القادة الذين تحدث معهم بأنه “ما لم يتم إحلال سلام عادل ودائم في المنطقة فإنها لن تنعم بالهدوء”.
ولفت إلى أنه “حتى الدول التي تغض الطرف عن مجازر إسرائيل وتقف خلفها، ولا تتورع عن انتهاك القيم التي تدافع عنها، تدرك ذلك أيضا”.
وأكد أردوغان، دعم تركيا المبادرات التي تجلب الاستقرار والسلام للمنطقة، قائلا “لا ندعم المخططات التي تستهدف حياة الفلسطينيين وتسعى لإزالتهم من مسرح التاريخ”.
وأضاف “الصيغ التي من شأنها أن تجعل إسرائيل، التي تقتل المدنيين دون أن يرف لها جفن، وتمطر القنابل على الأطفال الرضع، والجرحى في المستشفيات، أكثر تهورا، ليست حلا بالنسبة لنا، بل هي مصدر غياب الحل”.
وانتقد أردوغان، “بعض الدول التي تتسامح مع عناصر التنظيمات الإرهابية تحت ستار حرية التعبير”.
وقال إن هذه الدول (لم يسمها) “حاولت حظر العلم الفلسطيني الذي هو رمز لشعب”.
ودعا العالم إلى “سماع صرخات الأطفال الفلسطينيين”، مشددا على أن “مد يد العون لهؤلاء الأبرياء والمضطهدين دَين في رقابنا وواجب إنساني”.
وأردف: “إسرائيل التي تحاول التسبب عمدا في انهيار النظام الصحي بغزة، والمجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن الظلم، تركوا المدنيين والمرضى والرضع (في غزة) للموت”.
وأفاد بأن “التصويت في الأمم المتحدة (حول الهجمات الإسرائيلية على غزة) كان مهمًا جدًا. في الواقع، هذا التصويت بمثابة شهادة مدرسية كشفت فشل إسرائيل ورسوبها”.